هــللة خيـــــــــــر

أمين بن أحمد باسمير

تعاني بعض الجهات غير الربحية وبالأخص الجمعيات الخيرية والعلمية والتعاونية الكثير من الشح في مواردها المالية، مما يحجم عملها في إيصال رسالتها وتفعيل برامجها الهادفة، المعلوم أن هناك الكثير والكثير من الأفكار الإبداعية وأصحاب العقول النيرة والمتخصصة في هذه الجهات وهناك العديد من المتطوعين الذين يبذلون الغالي والنفيس من أوقاتهم لخدمة وتنمية ومساعدة أبناء وطنهم، وغالباً ما تقف في وجههم عقبة كبيرة تمنعهم من مواصلة خططهم الهادفة لتنمية المجتمع وهذه العقبة هي عدم توفر الموارد المالية الكافية والمناسبة لسد الاحتياجات والمتطلبات.
وهنا نقترح إطلاق مبادرة تحت مسمى "هللة خير" يتم من خلالها إنشاء صندوق خيري تحت مسمى "صندوق الجمعيات" تشرف عليه وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع مؤسسة النقد العربي السعودي، ويحق للجمعيات العلمية والخيرية والتعاونية وأي جهة غير ربحية الاستفادة من هذا الصندوق حسب أهمية أنشطتها وكثافة برامجها.
آلية لعمل في هذا الصندوق تكون بوضع نظام جديد تفرضه القطاعات البنكية عند سداد فواتير الهاتف والكهرباء وغيرها من الفواتير التي يتم تسديدها بالصراف الآلي بحيث يتم بعد عملية أتمام التسديد بإعطاء العميل خياراً بالتبرع بالهلل تحت برنامج "هللة خير" لصالح الصندوق وفي حال موافقة العميل يخير بين الجمعيات الثلاث : خيرية، علمية، تعاونية والتي يفتح لكل منها حساباً بنكياً مستقلاً يختار العميل منها ما شاء وقس على ذلك من حيث توسيع نطاق الاستفادة لكي يشمل المحلات والأسواق التجارية. ويمكن توجيه الدعوة للقطاعات البنكية والأسواق التجارية بالمساهمة في هذا الدعم وذلك بجبر الكسر من الهلل لصالح الصندوق المقترح وبالتالي فلن يصبح هناك أي عقبة أمام أعمال الجمعيات وأنشطتها وفعالياتها مما يسهم في دعم عجلة التنمية والتطوير برغبة أبناء الوطن، وهنا يمكننا أن نحسب تقديرياً المبالغ الشهرية التي سيجنيها هذا الصندوق فلو فرضنا أننا نسدد الكهرباء والتلفون وأننا نتسوق من المحل التجارية الكبرى مرة واحدة في الشهر فأنه سيكون هنالك على أقل تقدير فائض الهلل ما يقارب الواحد ريال على مستوى الفرد الواحد فلو قسنا هذا على مستوى عدد سكان الرياض فقط سيكون هناك ما يقرب الخمسة مليون ريال ولو عمم على مستوى المملكة سيكون هناك ما يقرب العشرون مليون ريال شهرياً ولنكون واقعيين ونأخذ بالحسبة نصف هذا المبلغ وهو عشرة ملايين ريال شهرياً أليس هذا الرقم مغرياً لسد احتياجات ومتطلبات الجمعيات، فلماذا لا ندعم هذه المشاريع الخيرية والعقول النيرة بمثل هذه الصناديق ليعم النفع والفائدة على الوطن والمجتمع ككل من خلال ما تقدمه هذه الجمعيات من مساعدات وفعاليات وأنشطة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي