تربية الترفيه
الترفيه عملية مرتبطة بسلوك الإنسان وهو يشارك فيه إما بصورة سلبية كمتابعة التلفزيون أو حضور المسرح والسينما، أو بصورة إيجابية نشطة كالمشاركة في الألعاب الرياضية.
ومن جهة أخرى يعد الترفية مؤسسة مهمة تدعم العلاقات الإنسانية في كل مجتمع وجزءا لا ينفصل عن ثقافة الشعوب بشكل عام.
من هنا تأتي أهمية العمل على إيجاد تربية تختص بالترفيه وتضع له النظم التي تهذبه وتبعده عن العشوائية التي يعيشها.
والنظر في سلوك الترفيه في مجتمعنا يقودنا لرؤية اتجاهات واضحة للأفراد، فهم في أوقات الفراغ والراحة إما يجدون الترفيه في الاستهلاك غير المحدود أو في قضاء ساعات طويلة أمام شاشات التلفزة وبسلبية أكثر دون أي نشاط يذكر!
في اسكتلندا قامت خطوة في سبيل صنع ثقافة ترفيه جديدة بمعزل عن التقليدي والسائد وذلك باستحداث يوم إقفال التلفزيون، وذلك ليجبر أفراد العائلة على القيام بنشاطات مختلفة خارج المنزل وداخله وإيجاد سبيل للترفيه الإيجابي.
لكن ماذا عن الجوانب السلبية للترفيه أو تلك التي نشتكي منها لأنها تسبب زيادة في الإنفاق وازدحام الأماكن العامة كالتسوق الفائض عن الحاجة والتجول بالسيارات في الشوارع بهدف الفرجة.
لا يمكننا طبعاً معارضة كل ذلك أو رفضه والقضاء عليه دون إيجاد سبل لعلاجه، هنا نعود مجدداً لتربية تهذب الترفيه وتشجع الأفراد على ابتكار السبل التي تخفف عنهم الضغوط والتعب دون الحاجة إلى إنفاق المال أو تلويث البيئة بانبعاثات السيارات الكربونية!
ماذا لو تركت المدارس أبوابها مفتوحة مساء وجعلت مساحات اللعب والرياضة متاحة للأبناء، أو استحدثت فيها حلقات للتعلم الفنّي ومكتبة أكاديمية وترفيهية.
والفتيات أيضاً سيكون لديهن مساحة للترفيه في مدارسهن عن طريق استخدام القاعات لتعلّم مهارات حياتية غير تلك التي يتعلمنها في المناهج الدراسية كتصميم الأزياء والديكور.
سيكون غالبية المستفيدين من تغيير كهذا كثر، وسترتفع نسبة إشغال الأوقات وستوجد وظائف لمن لا يجدونها وفرص عمل تطوعي لمن يرغب في ذلك.