وقود التطور

يعتبر الفضول من أهم التمرينات العقلية لدعم تطور التفكير والمعرفة لدى الإنسان، ويبدأ بسلوك عشوائي في الطفولة ويتبلور كلما تقدّم الأفراد في العمر.
تنبع أهمية الفضول والتساؤلات التي يطرحها الأطفال على من حولهم في كونهما الطريق الأول لعملية الاكتشاف التي تقود إلى معرفة الأشياء.
والبشر فضوليون بطبعهم يبدأ معهم هذا السلوك من الميلاد ويتطور باستخدام الحواس المختلفة للتوصل إلى إجابة شافية، فاللمس يقود لمعرفة الفرق بين الحرارة والبرودة والتمييز بين الخشونة والنعومة. والسماع يمنح الأذن القدرة على تقبل الهدوء والضوضاء كل على حدة!
وهكذا حتى يصل الفرد إلى مرحلة النطق وتكوين الأسئلة حول الأشياء والمواقف المختلفة، ومن ثمّ يأتي واجب الآباء والتربويين في تهذيب الفضول البشري وتوجيهه لا كبته والتقليل من شأنه.
فالمنزل وكذلك غرفة الصفّ بيئة مناسبة لتكوين جوّ يدفع كل طفل على طرح الأسئلة عن طريق تقديم الخبرات الجديدة لهم.
يمنح الفضول للأطفال فوائد كثيرة منها تطوير اتجاهاتهم المعرفية وتقبل التغيير والتعامل معه، كما يمنحهم القدرة على التفكير بأنواعه والتمييز بين المعلومات المختزنة من خبرات سابقة وتلك التي تطرح لهم للمرة الأولى.
لاحقاً يحتفظ الفرد بكمّ الفضول الذي يولد معه ولكن البيئة من حوله تهذبه, فالأسئلة العشوائية تقلّ شيئاً فشيئاً ويحل مكانها البحث والاستنباط وخوض التجارب الشخصية للتوصل للمعرفة الأكمل.
أما الذين تعرضوا بطريقة أو بأخرى للتعنيف وقوبلت تساؤلاتهم الفضولية في الصغر بالاستهجان تتكون لديهم اتجاهات سلبية تجاه المعرفة وتتأثر حياتهم الاجتماعية كذلك ويتحولون إلى شخصيات تابعة قابلة للتطويع.
فخبرة تكوين الصداقات على سبيل المثال أو اختيار الكتب الجديدة لقراءتها تحتاج إلى حسّ فضول يدفعنا لاتخاذ خطوات المبادرة، ولكن فيما إذا كانت غائبة سنفقد الكثير حتما!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي