بحث أول برنامج اقتصادي عربي مشترك بأدوات تنفيذية
يلتئم قادة 22 بلدا عربيا اليوم في الكويت لرسم الملامح المستقبلية للاقتصاد العرب، وبصورة جماعية للمرة الأولى في تاريخ العرب بعد أن طرحت في قمة الرياض من قبل الكويت ومصر سنة 2007، ثم أعد لها عشرات المفكرين والاقتصاديين العرب 15 ملفا ستناقشها القمة وينتظر أن تؤسس لنهضة اقتصادية عربية مدعومة برؤية تنموية واجتماعية مترابطة تضمن لها تحقيق الأهداف العريضة.
ووفق مشاركين تحدثوا لـ"الاقتصادية" فإن انعقاد القمة يأتي في ظل تحديات دقيقه تتمثل في بعدين الأول اقتصادي وهو الأزمة المالية والاقتصادية التي تعصف بدول العالم ومن بينها دول المنطقة والثاني سياسي يتمثل في التطورات الساخنة في منطقة الشرق الأوسط جراء الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة.
وعلى الرغم من برنامج القمة الذي يضم كثيرا من القضايا الاقتصادية والاجتماعية والتنموية فإن موضوع غزة والأزمة المالية العالمية سيكونان على رأس جدول الأعمال إلى جانب الموضوعات المعدة مسبقا.
وهنا يشير مراقبون إلى أن البيان الختامي للقمة الذي سيصدر عنها سيتضمن بنود عمل محددة للدفع بالاقتصاد العربي نحو المنافسة وبعيدا عن الركود الذي يضرب الاقتصادات المتقدمة وذلك ببرنامج تنفيذي ينتظر أن يقره القادة، يأتي على رأسها تجنيب العالم العربي تداعيات الأزمة الراهنة وإبقاؤه خارج دائرة الركود المتوقع خلال عام 2009
ووفق المراقبين فإن البيان يمتاز بوجود برامج اقتصادية تنفيذية وأدوات متخصصة يمكن تحويلها إلى واقع عملي موضحين أن القمة تمثل بادرة غير مسبوقة في تاريخ العمل العربي الاقتصادي المشترك إذ إن التركيز على الملفات الاقتصادية ومن أهمها الملف المالي والاستثماري والتنموي إلى جانب ملفات التنمية البشرية والموارد الطبيعية والتنمية الزراعية والسياحية والصناعية يحدث للمرة الأولى على مستوى القيادات.
ويمثل برنامج العمل المتوقع صدوره عن القمة العربية الاقتصادية خريطة طريق مستقبلية موجهة للدول العربية من أجل بلوغ الغايات والأهداف التي تتبناها الدول العربية سعيا لتحقيق الازدهار الاقتصادي والارتقاء الاجتماعي والتنمية المستدامة.
وتضم مسودة مشروع برنامج العمل مجموعة من المقترحات المهمة تتعلق بالتنمية الزراعية والأمن الغذائي وتنمية القدرات البشرية والتنمية الصناعية والطاقة والنقل والأمن المائي والتجارة والاتحاد الجمركي العربي والاستثمار والتمويل والمؤسسات المالية.
كما تضم المسودة مقترحات تتعلق بالاتصالات والتعليم والخدمات الصحية والحد من البطالة والملكية الفكرية والهجرة والشباب والإسكان والحد من الفقر والبيئة والسياحة والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
وترى مسودة المشروع أن تحقيق الأمن الغذائي يتطلب تشجيع الاستثمار في الإنتاج الزراعي وتطوير السياسات الزراعية والغذائية للدول العربية وتعزيز البحوث الزراعية والهندسة الحيوية.
وبالنسبة لمشاريع الطاقة فقد ارتأى مشروع العمل ضرورة استكمال مشروعات الربط الكهربائي العربي وتوسيع شبكات الغاز الطبيعي وتنمية استخدام مصادر الطاقة المتاحة وتنمية الطاقة الشمسية .
كما اقترحت المسودة تطوير المصادر التقليدية وغير التقليدية للمياه والمحافظة عليها وإعادة تدوير المياه وإجراء البحوث اللازمة لرفع كفاءة تلبيتها للاحتياجات المختلفة وترشيد استخدام المياه.
وطرحت المسودة مجموعة مقترحات لتحقيق أهداف التجارة الحرة من بينها الإسراع إلى تحقيق التكامل الإنتاجي وإزالة القيود الجمركية وإعداد مواصفات موحدة للسلع العربية.
إلى ذلك أكد عبدالله المنصور المندوب الدائم للكويت لدى جامعة الدول العربية أن القمة جاءت لتكون دعما للعمل العربي المشترك وتلبية لطموحات المواطن العربي في ظل الظروف المحيطة..
وأكد أن اللجنة التحضيرية للقمة العربية الاقتصادية رفعت الأوراق النهائية التي سيبحثها القادة العرب في هذه القمة وهي مشروع إعلان قمة الكويت ومسودة برنامج العمل ومشاريع القرارات إلى المجلس الاقتصادي والاجتماعي والتي ناقشها المجلس واقرها في دورته الاستثنائية التي عقدت في القاهرة أخيرا.
ومنذ الأربعاء الماضي استضافت الكويت عديدا من الاجتماعات بدأت بأول اجتماع من نوعه جمع بين وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية إلى جانب اجتماع وزراء الخارجية العرب والاجتماع المشترك لوزراء الخارجية والمالية العرب وهي الاجتماعات الممهدة لاجتماعات القادة العرب.
كما بدأت في الكويت أمس الأول وعلى مدى يومين المنتدى الاقتصادي والاجتماعي والذي شارك فيه مجموعة كبيرة من المسؤولين الحكوميين وممثلي القطاع الخاص العربي.
وحسب مصادر جامعة الدول العربية فإن قمة الكويت جذبت إليها أكبر حشد من المسؤولين العرب سواء على مستوى العمل العربي المشترك أو مستوى كل دولة مقارنة بالقمم الأخرى التي عقدت في السابق .
وقدر مصدر أمني كويتي في تصريح سابق لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) عدد التصاريح الأمنية التي صدرت والتي يتوقع صدورها حتى انتهاء القمة بأكثر من 12 ألف تصريح مبينا الكم الكبير من ضيوف الكويت سواء من المسؤولين أو الإعلاميين.