أن تكون لك هواية
عندما يبدأ الحديث عن الهوايات يتبادر إلى أذهاننا تلك الأنشطة التي ندأب على القيام بها لتمرير الوقت الفائض، أو تلك التي كبرنا ونحن نردد كونها هوايات كالقراءة والرسم والكتابة.
يعتبر الوقت الذي يقضيه الإنسان في ممارسة الهوايات من أكثر الأوقات التي يحظى فيها بصفاء تفكير بعيداً عن تشتت المشاغل اليومية ومتطلبات العمل والدراسة، بل من أكثر الأوقات التي تظهر فيها الأفكار الخلاقة لمساعدته على إنجاز المهمات التالية.
الهواية تظهر الطاقات الخفية تجاه مجالات لم نكن نعتقد أنها تهمّنا أو نتقن العمل فيها حتى نخوض تجربتها في وقت الصّفاء.
الخطوة الأولى في ذلك هي إيجاد ما تحبّه أولاً ثم إتقانه لاحقاً, فالهواية ليست بالضرورة طريقة تعلّّم أو حذق لكنها وسيلة لاكتشاف الموهبة.
في مقابلات المتقدمين على الوظيفة يستغرب بعض الأفراد سؤاله عن هواياته المختلفة والسببّ كما يعلق الخبراء أن تحديد هواياتك يعطي الجهة التي تتقدم إليها فكرة عن توجهك داخل بيئة العمل، هل أنت من النوع الاجتماعي ؟ هل تميل للتركيز في العمل والإنتاج البطيء المتقن ؟ كل ذلك تحدّده هوايتك.
أن تتمتع بهواية ما يعني أن وقت الفراغ لديك سيكون منتجاً طال أو قصر، وستحلّ لديك مشكلات الضغوط والقلق اليومي لأن العمل في نشاط محبب ببساطة يساعد الجسد على الاسترخاء.
النجاح في الهواية يدعم النجاح في الحياة ككل، عندما تحقق تقدماً في أي مهارة تتقنها ينعكس على النواحي الحياتية المختلفة كعلاقتك مع الأسرة والزملاء في العمل والدراسة, فالشعور الإيجابي يعمّ كما السلبي.
ولكن ماذا عن أولئك الذين لا يملكون أي هواية؟
قد يفيد جعل إيجادها هدفاً للبحث عنه ولتكن البداية من فسحة الوقت القادمة التي تحصلون عليها.