Author

اكتب تاريخك

|
في مقالة نشرها الكاتب الأمريكي جو كيتا تحدّث عن كتابة المذكرات وفائدتها العظيمة لكلّ شخص، مهما كانت مكانته واهتماماته في الحياة. أوجَز في هذه المقالة إيجابيات المحافظة على مذكرة يومية من الناحية النفسية والاجتماعية، فهو يقول إن كتابة مذكراتك تجعلك أكثر اهتماماً لتفاصيلك اليومية واعياً لتراكمات الأحداث الصغيرة وما تقود إليه من تحولات كبيرة. ما ينصح به الكاتب ليس بجديد فكلّنا يعلم أن تسجيل اليوميات يساعد على تفريغ المشاعر إيجابية كانت أم سلبية، يساعد الذين يعانون مشكلة في الذاكرة – مثلا- على التذكر. لتكتب يومياتك لست بحاجة لعضلات أدبية، أكتب بلغة بسيطة تفهمها أنت أولاً وخصص وقتاً وعدداً مختصراً من الكلمات لكل يوم. قد يفيد اقتناء المذكرات المعنونة بتواريخ الأيام التي لا تتجاوز مساحة الكتابة فيها عن صفحة لتساعدك على تتبع كل يوم بتاريخه وساعاته. يقول الروائي الأمريكي ستيفن كنج : "أنا أكتب لأتوصل لما أفكر به" ما يقصده أن وضع الكلمات التي تدور في عقولنا على ورقة يساهم في وضعها بصورة مادية أقرب لتفهمنا. عندما نكتب المذكرات نفهم أنفسنا أكثر ، نخفف من تعقيد التساؤلات حول الناس والحياة وجهدنا لن يكون ضائعاً حتماً، تلك الأوراق المدونة قد تكون يوما ما بوصلة للأبناء ومن يليهم لمعرفة أنفسهم وكيف كان سابقوهم. لكن عن ماذا تكتب ؟ لا تعامل يومياتك بأنها سيرة ذاتية منمقة فالسيرة الذاتية تختلف عن اليوميات كونها تحكي قصة حياة كاملة مرتبة الأحداث أما اليوميات فيمكن أن تقتبس عن أحداث في الطفولة مثلاً، أو مواقف أثرت فينا أو شخصيات تركت في حياتنا بصمة لا يمكن تجاهلها. المشكلات التي تصنع الضّيق اليومي، أو المشاريع المعلقة ما أن تُكتب حتّى يصبح التعامل معها أكثر مرونة.
إنشرها