شسع حذاء!
قبل بضعة أعوام قال الكاتب الصحفي صالح الشيحي إن الكثير من شعراء الساحة الشعبية يستحقون الركل بـ"الحذاء"! وبعدها بسنوات قام الصحفي العراقي منتظر الزيدي بقذف الحذاء باتجاه الرئيس الأمريكي- أعزكم الله عن الرئيس والحذاء معاً!- وبين "الحذاءين" تكمن أسئلة مدببة , ليس عن علاقة الحذاء بالصحافة, فذلك سؤال قد يغضب"هيئة الصحفيين" وأنا الذي أعترف أن لا ناقة لي ولا"منقيّة" بأي"هيئة"!
****
حذاء الزيدي أصبح "رمزا" عظيما بشهادة "قوقل" فبمجرد أن تضع اسم منتظر الزيدي سيجلب لك الباحث 845 ألف نتيجة, وقد تخرج لك أيقونة تبتسم: هل تقصد الذي ضرب بوش بالحذاء!
حذاء الزيدي مأزق لمن أراد أن يقرأ المشهد بهدوء, فإن قلت إنه تصرف أرعن من صحفي يستطيع أن يوصل احتجاجه بشكل حضاري أكثر فستوصف بأنك "مسكين" ومنبهر بكذبة "الحضارة الغربية", لهذا لا سبيل لك إلا أن تمارس أحد خيارين, الخيار الاستراتيجي الأمثل أن تصمت!
والخيار "القومجي" هو تحترمه أكثر وتضعه "فوق رأسك" –الحذاء وليس منتظر- وتصفه بالذي أعاد للعروبة هيبتها!
****
منتظر الزيدي جعل كلمة الحذاء تُقال ولا تردف بـ"أعزكم الله"!
غضبنا من وصف الشيحي من قبل, لكننا تعاملنا بعاطفة متشنجة مع الزيدي, أتساءل ونحن نستمع للأصوات العالية هل سنقبل أن يقال: أعزكم الله بجزمة "منتظر"!!
****
ما علاقة كل ما سبق بساحة الشعر المحكي؟!
في ساحة الشعر لا يوجد تراشق بالأحذية, لأن الشعراء "حفاة" ولله الحمد! لهذا لا نستغرب إن سمعنا مفردة تخدش أسماعنا من شاعر شعبي, فالحاجة أمُّ الاختراع!