المؤشر يخترق المُتجه الهابط ببرود .. والسبب ترقب المُتداولين إعلان الميزانية

انتصف كانون الأول (ديسمبر) وهو آخر شهور العام الحالي ولم يتمكن مؤشر السوق بعد من تحقيق صعود حقيقي سوى الارتفاع بنسبة 3.5 في المائة منذ نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي, علماً بأنه لم يتبق سوى عشرة أيام تداول فقط وينتهي العام الحالي ويُطوى قيده. صحيح أن مؤشر السوق لم يرتفع كثيراً، لكن هناك قطاعات في السوق آخذة في التسلل نحو الصعود على استحياء وبصمت وأصبحت حركتها بادية للعيّان بشكل أوضح يوماً بعد يوم, وتحدثت عنها في تقارير سابقة.
لو أغلق مؤشر السوق نهاية عام 2008 عند مستوياته الحالية فإنه يكون أسوأ من عام 2006 الذي انهارت فيه السوق، لقد خسرت السوق حتى الآن منذ بداية العام الحالي ما نسبته 55.6 في المائة بينما خسرت عام 2006, 52.5 في المائة, حتى يتجنب عام 2008 صفة العام الأكثر سوءا من حيث أداء مؤشر السوق فإننا نحتاج إلى أن يُغلق عند مستوى أعلى من 5300 نقطة حتى لا تكون نسبة خسارة مؤشر السوق هذا العام أكبر من عام 2006.

قطاعات السوق

كثير من قطاعات السوق كان أداؤها أفضل من أداء مؤشر السوق منذ بداية كانون الأول (ديسمبر) وعلى رأسها قطاع الفنادق مرتفعاً 13.4 في المائة وقطاعا البناء والبتروكيماويات بنسبة 8.99 و8.8 في المائة، وأقل القطاعات ارتفاعاً قطاع المصارف بنسبة 0.1 في المائة فقط بينما لا يزال قطاع الأسمنت يُسجل انخفاضاً بنسبة 2.9 في المائة منذ بداية كانون الأول (ديسمبر) الحالي, وسنتناول هذه القطاعات بمزيد من التفصيل هذه المرة في ثنايا التقرير.

أداء مؤشر السوق وقطاعاته خلال ديسمبر الحالي

مؤشرات الصعود
#2#
لعل القارئ للتقرير الأسبوعي وتقرير منتصف الأسبوع الذي يُنشر كل ثلاثاء يلاحظ أنني أميل إلى ترجيح احتمال صعود مؤشر السوق أكثر من احتمال هبوطه لوجود دلالات ومؤشرات فنية على هذا وقد تحقق هذا الصعود، من أبسطها اختراق مؤشر السوق المتجه الهابط وتحديداً الإثنين الماضي ونصحت بانتظار إشارة التأكيد يوم الثلاثاء ولكنها جاءت ضعيفة كما هو مُبين في شكل (1) ثم تأكد اختراق مؤشر السوق المتجه الهابط بإغلاق يوم الأربعاء وبحجم تداول أعلى من تداول يوم الثلاثاء.
من أبسط المؤشرات التي تحدثت عنها قرب حدوث التقاطع الإيجابي بين متوسط حركتي 10 و20 يوما البسيطتين كما هو مُبين في شكل (2)، وقد حدث هذا التقاطع الإيجابي يوم الأربعاء ولم تتفاعل معه السوق سوى بارتفاع بسيط ومع تحقق الإشارة قد نرى بعض التراجع أو الهدوء في حركة السوق ما لم نر تحركا إيجابيا من سهم "الراجحي".
#3#
تأخر الصعود

صعود السوق المُتوقع من قبل أن يكون قوياً تأخر أو لنقل إنه حدث ببطء لعدة أسباب, من أهمها حالة ترقب المُتداولين والمُستثمرين تحديداً للميزانية العامة للدولة، إن مؤشر السوق يميل للصعود وهو يحقن داخله قوة ورغبة في الصعود لكن الترقب هو الذي حبس هذا الصعود، ومع كل هذا رأينا مؤشر السوق يرتفع بنسبة 5.3 في المائة منذ بدء التداول بعد إجازة عيد الأضحى، لقد اقترب مؤشر السوق يوم الأربعاء كثيراً من مستوى 5000 نقطة الذي يُمثل حاجز مقاومة نفسيا.
حتى سهم "سابك" لم يتمكن من الإغلاق فوق مستوى 60 ريالا وأصبح يسير هذا الأسبوع بشكل أفقي مع أن التوقعات تميل إلى وصول "سابك" إلى مستويات قريبة من 68.5 ريال تقريباً، وبالنظر إلى الرسم البياني لسهم "الراجحي", الذي تُعد حركته السعرية الأكثر تأثيراً في مؤشر السوق فإني أتوقع أن يأتي على يديه الفرج ويتلاشى هذا الاحتقان من السوق، شريطة أن يتمكن سهم "الراجحي" من الإغلاق فوق مستوى 60 ريالا بحجم تداول عال، وتنبه إلى أن حجم الأسهم المُتداولة لسهم "الراجحي" الأربعاء كان لافتا وكان الأكثر تداولاً من بين أسهم قطاع المصارف بعد سهم "الإنماء"، ومهما صعد سهم "الراجحي" فالأقرب ألا يتجاوز سعر 66 ريالا كثيراً.
لو تأخر الصعود أكثر وتراجع مؤشر السوق فإني سأنظر لهذا الهبوط على أنه تذبذب نتيجة أخبار سلبية قد تأتي من هنا أو هناك أو بضغط من خبر الميزانية العامة، لكن الصعود سيكون مسار السوق من جديد، ويدل على هذا مؤشر "بولينجر باند" حيث يقترب حداه العلوي والسفلي من مُحاصرة مؤشر السوق وسيحدث صعود على الأجل المتوسط.

صعود قصير

يميل كثير من المُتداولين إلى صعود السوق، وما تأخرها الحالي عن الارتفاع إلا انعكاس لحالة الترقب والانتظار، لكن لو أُعلن عن الميزانية العامة للدولة واستقبلتها السوق بترحاب وتمكن مؤشر السوق من الإغلاق فوق مستوى 5000 نقطة ليومين متتاليين فإن الصعود سيتحقق ولكن لا أعتقد أن يكون صعوداً قوياً ولا أعتقد أن يتجاوز مستويات 5200 نقطة تقريباً. وتذكر أن وجود متوسط حركة 50 يوما البسيط عند مستوى 5555 حالياً سيمنع صعود مؤشر السوق أكثر على الأجل المتوسط كما في شكل (2).

قاع أم سراب؟

مع الهبوط المُتتابع لمؤشر السوق يكثر التساؤل عن المستوى الذي سيكون قاعاً لمؤشر السوق، والإجابة عن هذا السؤال من المهام الصعبة, خاصة في مثل هذه الظروف التي تمر بها أسواق العالم لكن لن يعجز الواحد منا عن تحديد ملامح هذا القاع، وهنا أدعو إلى النظر إلى الرسم البياني في شكل (3) الذي يُبين حركة مؤشر السوق كل أسبوع Weekly Chart، ويتضح أن مؤشر السوق أغلق هذا الأسبوع وفي آخر أسبوع قبل إجازة عيد الأضحى على ارتفاع, وبهذا كونّ قاعا لم يتمكن من تكوينه منذ ما يزيد على ثلاثة أشهر من التداول.
#4#
كما أن مؤشر الماكد المُبين في شكل (3) يوضح كيف أن الماكد السريع بدأ يرتفع وأصبح قريباً من إحداث تقاطع إيجابي مع مؤشر الماكد البطيء، ولكنه لم يحدث بعد وسيتضح لنا الوضع أكثر بعد انتهاء عام 2008 أي بعد مُضي أسبوعين هما الأخيران من العام الحالي، وعندها سيتضح لنا هل مستوى 4224 نقطة هو قاع السوق في هذه الدورة الحالية التي مرّ بها أم أنه سراب قاع وسيتلاشى عندما يهبط مؤشر السوق تحت 4000 نقطة؟

القطاعات الصاعدة

نعود للحديث عن قطاعات السوق من جديد ولكن من ناحية فنية, حيث نجد عدة قطاعات غيرت مسارها من المسار الهابط إلى مسار صاعد واخترقت متجهاً هابطا كانت تقبع تحت ضغطه وجبروته منذ آب (أغسطس) الماضي، وهذه القطاعات هي قطاع البتروكيماويات بفضل تحسن كبير في حركة سهم "سابك" خاصة هذا الأسبوع، وكذلك قطاع الخدمات الذي أغلق عند مستوى 3718 نقطة وسيُعاني قريباً مقاومة عند 3870 نقطة.
من القطاعات التي أحاطها الغموض والإعراض من قبل المُتداولين لفترة من الزمن نجد قطاع الزراعة والصناعات الغذائية الذي اخترق مساره الهابط وارتفع في نهاية كانون الأول (ديسمبر) ولا يزال في ارتفاع حيث أغلق عند مستوى 3796 نقطة وسيجد مُقاومة عند مستوى 4000 نقطة.
أما بقية القطاعات التي غيرت مسارها نحو الصعود نجد قطاع "الاستثمارات المُتعددة" و"الاستثمارات الصناعية" وقطاع "البناء" و"التطوير العقاري" و"النقل" و"الإعلام" ولكنه لن يحظى بكثير من الارتفاع إلا إذا تمكن من تجاوز مستوى 1800 نقطة بحجم تداول عال، وفي نهاية المطاف نأتي لقطاع "السياحة" الذي أصبح أداؤه لافتا بعد تحرك سهم "الفنادق"، كما قدم سهم "شمس" بعض الدعم باستقراره لفترة من الزمن عند مستوياته الحالية.

قطاع الطاقة

قطاع الطاقة الهادئ في حركته لا يزال يمضي في مساره الهابط وذلك بضغط من سهم "الكهرباء" ولكن سهم "الغاز" تمكن بعد إغلاق الأربعاء الماضي أن يخترق مساره الهابط ورافقه حجم تداول لافت، ويجب مراقبة أدائه مطلع الأسبوع المقبل حتى يُعطي إشارة مؤكدة بارتفاعه ولا يعود تحت المسار الهابط.

قطاع الاتصالات

لا يزال مؤشر قطاع الاتصالات يسير في مسار هابط بضغط من المُتجه الهابط وحركة سهم "الاتصالات" مُقاربة له، بينما يُحاول كل من سهميّ "موبايلي" و"زين" التحرك نحو الأعلى وتغيير مساريهما واختراق المُتجه الهابط وبالذات سهم "موبايلي" الذي يصطدم حالياً بالمُتجه الهابط، ربما تكون المُهمة صعبة ولو تفاءلنا لهذا القطاع فسنرى مؤشره يرتفع ويقترب من مستوى 1700 نقطة في أحسن الأحوال وسيُقاومه المُتجه الهابط.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي