حملة أوفر لك من أجل التوفير لك.. فلنساندها
برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود – يحفظه الله - دشن وزير المياه والكهرباء المهندس عبد الله بن عبد الرحمن الحصين الحملة الوطنية لترشيد الكهرباء تحت شعار (أوفر لك) بتاريخ 18 تشرين الأول (أكتوبر) 2008، التي ستستمر فعالياتها لمدة عام.
الهدف الرئيسي العام من إطلاق الحملة الوطنية المذكورة، هو ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية، ورفع استخدامها من أجل تخفيض معدل الاستهلاك السنوي، بهدف الوصول إلى أدنى مستويات الاستهلاك وتقليص الهدر إلى الحد الأدنى، هذا وقد حرصت الحملة وصممت بأن يكون تحقيق ذلك الهدف بقناعة تامة من قبل المستهلك وإسهامه الفاعل في ذلك من منطلق الوعي والحماس، ومن هذا المنطلق فقد حرصت الحملة على ترسيخ مفاهيم الوعي بأهمية ترشيد الكهرباء لدى المستهلكين من خلال استخدام العديد من الوسائل والأدوات التوعوية، التي من بينها على سبيل المثال لا الحصر، الإعلانات التوعوية، وعقد الندوات والمحاضرات، وإقامة ورش العمل والمعارض المتخصصة، هذا إضافة إلى تخصيص موقع إلكتروني على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) www.tarsheed.gov.sa، وتخصيص كذلك رقم هاتف مجاني (8001204000)، للاستفسار بشكل أكبر وأوسع عن الحملة وأهدافها وسبل التعامل معها، بما في ذلك الاستفسار عن تقنيات وأساليب الترشيد الممكنة والمتاحة.
تجدر الإشارة إلى أن من بين الأسباب الرئيسية، التي دعت إلى انطلاقة الحملة الوطنية لترشيد الكهرباء، العمل على الحد من الإسراف والهدر في استخدام الطاقة الكهربائية، حيث تصل نسبة الهدر في الوقت الحاضر إلى نحو 45 في المائة في المتوسط بين شرائح المستخدمين المختلفة، ما يتسبب في حدوث العديد من الآثار السلبية، التي من بينها على سبيل المثال:
(1) زيادة تكاليف الفواتير لعموم المشتركين بسبب الهدر في الاستهلاك.
(2) المساهمة في هدر كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية، التي يمكن الاستفادة من استخدامها.
(3) صعوبة إيصال الخدمة للمشتركين الجدد الذين هم في أمس الحاجة إليها.
(4) تدني موثوقية الخدمة لاحتمال انقطاعها عن المشتركين بسبب الإجهاد على المنظومة الكهربائية، وزيادة الأحمال خصوصاً في أوقات الذروة. (5) الإضرار بالبيئة وبالإنسان بسبب ما يؤثره زيادة استهلاك الوقود من انبعاث للغازات السامة نتيجة لاحتراق الوقود.
وتجدر الإشارة كذلك إلى أن الحملة الوطنية لترشيد استهلاك الكهرباء، قد اشتملت على العديد من الأساليب والطرق الكفيلة بترشيد استخدامات الطاقة الكهربائية المتوافرة بالمنازل السكنية، التي تعد من بين القطاعات الأكثر استهلاكاً وهدراً للطاقة الكهربائية، وذلك على النحو التالي:
أهمية الصيانة الدورية لأجهزة التكيف بالمنازل مرة واحدة في العام، الأمر الذي يعمل بدوره على تخفيض استهلاك الكهرباء بنحو 7 في المائة، كما أن تنظيف مرشح هواء المكيف بشكل شهري يعمل على تخفيض الاستهلاك بنحو 6 في المائة، وإغلاق النوافذ لدى التشغيل يعمل على تخفيض الاستهلاك بنحو 15في المائة، وإطفاء المكيف عند مغادرة المكان يعمل على تخفيض الاستهلاك بنحو 15 في المائة، وضبط درجة حرارة المكيف عند الدرجة المتوسطة يعمل على تخفيض الاستهلاك بنحو 10 في المائة، وأخيراً تظليل المكيف من الخارج يعمل على تخفيض الاستهلاك بما نسبته نحو 10 في المائة.
الاستخدام الأمثل للإنارة، بالاستفادة مثلا من استخدام الضوء الطبيعي، فإنه يعمل على خفض قيمة الاستهلاك للكهرباء بنحو 25 في المائة، وكذلك استخدام المصابيح الموفرة للطاقة (الفلوريسنت)، يعمل على خفض قيمة الاستهلاك في الطاقة الكهربائية بنحو 80 في المائة، وإطفاء الإنارة عند عدم الحاجة أو عند مغادرة المكان يخفض من الاستهلاك بنحو 15 في المائة.
استخدام الغسالة ذات التحميل الأمامي يعمل على التخفيض من قيمة استهلاك الكهرباء بنحو 50 في المائة مقارنة باستخدام الغسالة ذات التحميل الأعلى، كما أن استخدام الوسائل الطبيعية في تجفيف الملابس مثل الهواء والشمس، يعمل على خفض قيمة استهلاك الكهرباء بنحو 35 في المائة.
الاستخدام الأمثل للسخانات المنزلية، يسهم في تخفيض تكلفة استخدام الكهرباء بنسب مختلفة، فعلى سبيل المثال، أن تغيير قلب السخان مرة واحدة كل سنة، يعمل على خفض استهلاك السخان للكهرباء بنحو 15 في المائة، بينما فصل الكهرباء عن السخان في موسم الصيف وعند عدم الحاجة إليه، يعمل على الخفض من قيمة الاستهلاك للكهرباء بنحو 30 في المائة، وكذلك ضبط درجة حرارة السخان عند 60 درجة مئوية يعمل على خفض قيمة الاستهلاك بنحو 25 في المائة.
الاستخدام الأمثل للثلاجة المنزلية، يسهم بشكل كبير وملحوظ في خفض قيمة استهلاك الكهرباء، مثال عدم ترك باب الثلاجة مفتوحاً لفترات طويلة، فإن ذلك يعمل على خفض قيمة الاستهلاك بنحو 15 في المائة، وضبط درجة البرودة عند الدرجة الوسطى يخفض من الاستهلاك حتى 15 في المائة، ووضع الثلاجة على بعد 15 سم من الجدار الخلفي من أجل التهوية يعمل على خفض الاستهلاك بنسبة 8 في المائة، ووضع الثلاجة بعيدا عن المصدر الحراري، والتأكد من سلامة الإطار العازل للثلاجة، يعملان معا على خفض قيمة استهلاك الكهرباء بنحو 37 في المائة.
دون أدنى شك أن الحملة الوطنية لترشيد الكهرباء، ستسهم بشكل كبير في القضاء على الممارسات الخاطئة من قبل أفراد المجتمع، المرتبطة بالاستخدامات المختلفة للطاقة الكهربائية، كما أن تلك الحملة ستعمل على الحد من الاستخدام الجائر لهذا المورد الاقتصادي المهم، وبرأيي لكي يتسنى للحملة تحقيقه لأهدافها الوطنية النبيلة والسامية، لابد من مساندة ومؤازرة جميع أفراد المجتمع بمختلف فئاتهم وشرائحهم وطبقاتهم، من خلال الامتثال لجميع ما تضمنته من إرشادات وتعليمات ونصائح مفيدة مرتبطة بالترشيد وبالاستخدامات المثلى للطاقة الكهربائية، ولاسيما أن هذا التوفير والترشيد سيعودان في نهاية المطاف على المستهلك في المقام الأول بالتخفيض من قيمة وتكلفة الفاتورة بمبالغ كبيرة، يمكن توجيهها للإنفاق على احتياجات ومستلزمات معيشية أخرى، كما أن مثل هذا الترشيد سيمكن شركة الكهرباء، من الاستمرار في تزويد المستهلكين بالطاقة الكهربائية المطلوبة، بشكل منتظم دون انقطاع وبأفضل وأرخص الطرق الممكنة، ولاسيما في ظل تنامي الطلب على الطاقة الكهربائية في المملكة، الذي بلغ معدله خلال السنوات العشر الماضية بنحو 6 في المائة، متجاوزاً بذلك معظم الدول المجاورة وكذلك الدول الصناعية، الأمر الذي أسهم في مضاعفة الحمل الأقصى للطاقة الكهربائية في عام 2007 ليبلغ نحو 33583 ميجاوات مقارنة بـ 1140 ميجاوات في عام 1967، ميجاوات، وبزيادة بلغت نحو 29 ضعفاً، وبرأي أخيراً أن مؤازرة ومساندة حملة الترشيد تلك، سينتج عنه - بإذن الله تعالى - الحد من الإسراف والهدر غير المبرر في استخدام الكهرباء، الذي يتسبب في زيادة الطلب على الكهرباء سنوياً بنحو 3500 ميجاوات، والتي تساوي بالنسبة للعديد من دول العالم الاحتياج أو الاستهلاك السنوي الكلي للطاقة الكهربائية، ويترتب عنها تحميل الخزانة العامة للدولة بنفقات إضافية تقدر سنوياً بنحو 14 مليار ريال، والله من وراء القصد.