يا أيها المكاويون
حديثي إليكم بدوكم وحضركم غنيكم وفقيركم صغيركم وكبيركم حديث القلب للقلب فقد وعيت على الدنيا ولم أكن أرى في التنافس الرياضي في بلادنا إلا الإتحاد والوحدة أو الوحدة والاتحاد ، وكان عامة الناس يضربون المثل بالوحدة والاتحاد عندما يطول روتين إنهاء معاملاتهم لدي الجهات الحكومية أو الخاصة بالقول (الموظف بيلعب معايا وحدة واتحاد، واتحاد ووحدة).
أقول ذلك ولست موجها كلامي ولا قاصدا مجلس إدارة أو عضو شرف أو داعما لنادي الوحدة بعينه بل وددت صادقا من أعماقي أن أخاطب ضمائركم وأنتم أهل الشيمة والمروءة ، والرجولة والكرم ، والنجدة والوفاء ، لكم في الخيرات أيد ولكم في العزم صدارة ولكم في القلب حلاوة وطراوة ولكم شرف الجوار وأنتم القدوة وأنتم حماة البيت العتيق تتجه لكم أنظار العالم وأفئدة المؤمنين،أقول لكم ذلك وفي نفسي حسرة على سنوات عجاف يمر بها ناد كنادي الوحدة يحمل شرف تمثيل مكة المكرمة ، فهو إن خاب فهو نتيجة تقاعس تجاركم وأغنيائكم ورؤساء إداراتكم ولاعبيكم ونساءكم فعهدنا بالمكاويات حضرهن وبدوهن مدارس لتخريج الرجال ، ولكنها رجولة من نوع خاص فيها عنفوان وخلق ودين وتدبير وتنظيم ومروءة وكياسة ولكم في عبد الله بن الزبير وأمه أسماء قدوة وريادة.
أيها المكاوين والمكاويات
آن الأوان أن نخرج من التقوقع الذي نعيشه والنمطية التي تئن تحتها حياتنا ونحن نرى العالم من حولنا يتغير ونحن لا نتغير. آن الأوان لنخاطب العالم من قلب مكة بعصرية وقدوة حسنة نفتح بها الباب لمزيد من الداخلين إلى الإسلام فربما تحققون بفريق رياضي نموذجي متحل بخلق الإسلام ما لم تحققه عشرات المعارض وعشرات الدعاة والتي أنفقنا عليها الملايين ، نريد خطاب إسلاميا عصريا للعالم بقدوة حية ومثل يمشي على الأرض أليس الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم القائل ( لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم).
يا أهل مكة إني أحلم بمكة مدينة نموذجية مثلا وقدوة في طرقاتها في مواصلاتها في إداراتها في تجارتها وتجارها في نظافتها الرياضية في أحيائها في مبانيها في أخلاق أهلها في منظومتها الرياضية في فرقها الرياضية في سلوك جمهورها ، أتدرون ماذا قال نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم لعتاب بن أسيد عندما استعمله على مكـــــــــة (يا عتاب أتدري على من استعملتك ؟ على أهل الله فاستوص بهم خيرا) يقولها ثلاثا . أليس هو القائل صلى الله عليه وسلم عن مكة (والله إنك لخير أرض الله , وأحب أرض الله إلى الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت).
يا أهل مكة يا تجار مكة يا أغنياء مكة يا أهل الله في أرضه إني أحلم بفريق رياضي يمثل مكة المكرمة غرة العين ومأوى الفؤاد وفؤاد المأوى فريق نموذجي خلقا وأداء وعنفوانا واحترافا وجمهورا والتزاما وانضباط نموذجا نقدمه للعالم لنخاطب به الناس على قدر منازلهم وعلى قدر اتجاهاتهم وعقولهم لا نقول لهم قال الله وقال الرسول بل نقدم لهم مثلا إسلاميا نقيا صافيا يمشي على الأرض مثلا حيا لقال الله وقال الرسول دون حواجز لغات وجنسيات وحدود وتأشيرات فالرياضة أصبحت اليوم لغة عالمية يفهما العرب والعجم ، لعمري إن آثارها تفوق في مردودها عشرات الأقراص من الخبز والثمر التي نوزعها يمينا ويسارا ثم مصيرها إلى الحاويات، لم لا نخرج من نمطية الدعوة والبر والإحسان إلى استغلال التقنيات والقدوة الحسنة للتبليغ والدفاع عن مثل الإسلام بمثل حي يمشي على الأرض، فأين أنتم يا تجار مكة، وأين أنتم يا أغنياء مكة أين أنتم يا دكاترة مكة أين أنتم يا أحباء مكة أين أنتم يا رياضيي مكة أين أنتم يا مفكري مكة فعلى قدر نياتكم ترزقون فأخلصوا النية في الدعم لله ضعوا قليلا من الجهد والمال والفكر في نادي الوحدة ممثل مكة الغالية وأخلصوا النية يا مجالس الإدارات وأعضائها بنادي الوحدة وشرفييها وامتثل يا جمهور مكة بأخلاق الإسلام في الدعم والمؤازرة، لا تجعلوا نادي مكة مطية لغيره من الفرق تستفيد من هزائمه وتراجعه، اجعلوا نادي الوحدة ناديا نموذجيا راقيا ودعوه ينطلق ليمشي على الأرض في عالم هادر يشاهده المليارات من البشر دعونا نقول للعالم هؤلاء أبناء مكة نموذج رياضي يقتدى به فهم يمارسون الرياضة وينتصرون بخلق الإسلام ثم بدعم أهله ، يا أهل مكة إن فريقا يحمل شرف تمثيل مكة في محفل دوليا كافيا لعكس صورة إسلامية صادقة وسمعة لم تحققها عشرات المعارض التي قمنا يها في العالم أجعلوا النية إسلاما في ضمائركم وادعموا فريقا لا ليلعب ليفوز ببطولة محلية ولكن ليكون مثلا لبقية مدننا وسفيرا إسلاميا منضبطا خلقا وعلما وعملا وإدارة واحترافا ، يا أيها المكاويون والمكاويات يا أهل الله في أرضه ادعموا الوحدة وأخلصوا النية لله سدد الله خطاكم وأثابكم على دعمكم وجزاكم خير الجزاء فأنتم أهل ذلك.
والله المستعان.