صداقة الماء
في خطوة مشجعة بدأت وزارة المياه والكهرباء برامج مختلفة للتوعية والإرشاد حول استهلاك الماء والكهرباء بالتعاون مع جامعات وكليات الرياض، من خلال هذه البرامج يتم نشر ثقافة استهلاك جديدة أكثر تعقلاً لتدريب الأفراد على التعامل الجيد مع الطاقة.
والطالبات اللاتي وقع عليهن الاختيار لخوض هذه التجربة كنّ ناشطات في جامعاتهن كعضوات للترشيد والتوعية بالتعليم العالي.
هذا التعاون بين الوزارة والقطاعات المختلفة في المجتمع يضع خطط التوعية على أرض الواقع، ويخرجها من الشعارات والإعلانات الرتيبة التي حفظها المستهلك دونما أي تغير يذكر في تعامله مع أهم عنصري طاقة مهدورة في البلاد.
إن التوعية الجيدة بأهمية الماء يجب أن تبدأ في سنّ مبكر، عن طريق تدريب الأطفال على ضرورة توافر الكهرباء والماء وصعوبة الحياة بدونهما.
يمكن ذلك من خلال توضيح طريقة إنتاجها بعرض فيلم مصور أو ربطها بقصة محببة تناسب العمر الذي نتوجه إليه بالحديث، وكلما بدأ التدريب على هذه العادات الإيجابية في عمر أصغر كلما كان العمل بها والثبات عليها أكبر في عمر متقدم.
هناك خطوات بسيطة يسهل للطفل والبالغ استيعابها والعمل بها كروتين يومي كإقفال الإضاءة في الغرف الخالية، وإيقاف الأجهزة غير المستخدمة، أما فيما يخصّ الماء يمكننا توفير اللترات المهدورة من ترك الصنبور يعمل خلال تنظيف الأسنان مثلاً.
والأهم من التدريب والتوعية هو أن نكون قدوة لهم ونمارس ما ندعو إليه في كل وقت فالتوعية لا تثمر دون تحوّل المرشد نفسه إلى مطبق فعلي لها.
في يومنا هذا يجهل الكثيرون أهمية الطاقة ولا يشعرون بها إلا عند خسارتها خلال انقطاع مفاجئ أو مشكلة تقنية، في المرّة القادمة التي تعبرون فيها غرفة مضاءة بلا استخدام لنفكّر بآلاف البشر الذين يعيشون في القرن الحالي بلا طاقة!