تجارة خلاقة

ضاق الأمريكي جيم هاغيدورن ذرعاً بالملايين التي تصرفها شركته سنوياً لعلاج أكثر من ربع موظفيه الستة آلاف! والمسبب الرئيس للمشكلات الصحية في الشركة وبلا منازع كان إدمان التدخين، إضافة إلى مشكلات تحتل مرتبة ثانية كالسمنة والسكّري.
وفي فكرة اتسمت بالابتكار والجدّة قرر افتتاح مركز صحي خاص داخل منشأته لتغطية الخدمات الصحية لموظفيه مستثنياً منهم المدخنين وأصحاب الأوزان المرتفعة الذين لم يتخذوا أي إجراء حاسم للإقلاع والعلاج.
المركز كلّف نحو خمسة ملايين دولار والموظفون لن يلزموا بدفع المبالغ للكشوفات الروتينية وزيارة النادي الصحي وإخصائيي التغذية، لكنّه لم يمنع المدخنين من الاستفادة من الخدمات الصحية المجانية وحسب بل امتد ذلك إلى إجبارهم على دفع مبالغ ماليّة مقابل تأمينهم الصحي من الشركة. قوبلت فكرة جيم في البداية بالاستنكار ووصف بتدخله في خصوصيات الموظفين الصحيّة لكن وجهة نظره كانت حازمة وواضحة فالشركة ببساطة غير مستعدة لمساعدة موظفيها على الانتحار، إما أن تقف مع نفسك وقفة جادة لإعادة تأهيل صحتك وإما ستفقد كثيرا مقابل ذلك.
إن استخدام هذه الطريقة تصيب الممتنعين عن المشاركة بالإحراج شيئاً فشيئاً خاصة وأن الدخول للمركز الطبي والاستفادة منه تتطلب الحصول على بطاقة خاصة، فإن لم تكن حاملاً لها تكون من الفئة (المنتحرة) الرافضة للتغير إلى الأفضل.
منذ بدء تنفيذ مشروعه في عام ???? قلص هاغيدورن عدد المدخنين في الشركة من ?? في المائة وحتى 8 في المائة من إجمالي الموظفين، وحصل نحو ?? في المائة منهم على فحص شامل تحددت من خلاله عاداتهم اللازم تغييرها وتلك التي يجب عليهم اتباعها، وهكذا أثبتت الفكرة التي بدأها مدخن سابق نجاحها وبدأ كثير من الشركات الأمريكية تطبيقها، نحن بحاجة إلى رؤساء حازمين مثل جيم قادرين على صنع التغيير القاسي لإيجاد مخرج من مشكلات الصحة التي ترهق كاهل الشركات والمستشفيات على حد سواء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي