قولاً حسناً

أبدت عميلة في أحد البنوك ملاحظة إعجاب بموظفة خدمة العملاء بسبب لباقتها واهتمامها بمظهرها العام، الموظفة لم تترك مجالاً للدهشة وعلّقت بأن طبيعة وظيفتها تتطلب منها ذلك وأن التقييم الذي تحصل عليه من إدارتها مرتبط بكيفية تواصلها مع العميلات وكأنها سارعت بتبرير حسن التعامل بربطه بالعمل فقط والحقيقة أن التعامل الجيد مطلب أساسي في كل قطاعات العمل لأن الدين الإسلامي يوصي بذلك أولاً!
ويسعى كثير من المؤسسات المختلفة كالبنوك والمستشفيات كل عام إلى تدريب كوادرها على التواصل الإيجابي مع المراجعين، والمفترض أن المصروفات على عملية التدريب كانت ستوفّر لو أن الموظفات أنفسهنّ يتبعن الأخلاق الإسلامية السمحة كردّ السلام بأحسن منه والتلطف مع كبار السنّ.
من جهة أخرى، لا نعترض على نجاح تجربة تدريب التواصل الجيّد، وهي تجربة ظهرت نتائجها على الرغم من تكلفتها واقتطاعها وقتاً من ساعات العمل، لكن فعالية التدريب ستزداد في حالة رافقها نظام تقييم صارم يطبق في المستشفيات مثلاً والإدارات التعليمية هذا النظام يقيّم كل موظفة ويربط ذلك بأخلاقيات تعاملها مع الآخرين زميلات كنّ أم مستفيدات من ثمّ تحصل على ترقياتها وتحسّن ظروفها العملية من خلال تحقيقها لمتطلبات التقييم.
حينها سيعيد كل منّا النظر في إمضاء ساعات دوامه خلال اليوم وجعلها مثمرة عن طريق مساعدة الآخرين في إنهاء تعاملاتهم وترك انطباع جيّد لديهم.
سوء التعامل الذي يجده المراجعون في المستشفيات وقطاعات التعليم ومختلف المؤسسات ناتج من تصرفات فردية تتفشى شيئاً فشيئاً لتتحول إلى مشكلة يصعب حلها، هؤلاء الذين أخفقوا في التواصل الإيجابي يرسلون للكل رسالة مفادها " نحن سيئون لكي لا تعودوا مجدداً" هكذا تصبح ساعات الدوام "نزهة"، وراتب آخر الشهر مكافأة لحسن تضييع الوقت.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي