تكنولوجيا التعليم..آن الأوان!
في كاريكاتير نشرته إحدى الصحف ظهرت صورة طالب سعودي يحمل حقيبة لامست الأرض بثقلها وكثرة الكتب المحمولة بداخلها، وفي الجهة المقابلة ظهرت صورة طالب ياباني يحمل جهاز كمبيوتر محمول على كتفه وقرص يحتوي منهجه الدراسي في يده!
هذا الكاريكاتير يصوّر حقيقة معاناة الطلبة والطالبات مشكلات مناهج التعليم الحالية وغياب المرونة فيها.
ما زلنا نرتكز على الكتاب كمرجع رئيس في العملية التعليمية مقيدين بروتينية الحصص التي تنطلق منه ولا تتجاوز هوامشه، بينما في الحقيقة يجب أن يكون المنهج الدراسي جزءاً من العملية التعليمية إضافة إلى الوسائل المساندة كالكمبيوتر وأدوات الشرح المتطورة.
هكذا فقط تُفتح للمتعلمين آفاق جديدة ويتمّ تدريبهم تدريجياً على التعامل مع التقنيات التعليمية قبل أن تفرض الحياة وتغيراتها عليهم استخدامها قسرياً بلا خبرة سابقة.
عندما طُرحت مناهج وزارة التعليم على أقراص للكمبيوتر كانت نتاج عمل مكثف وجهود تشكر عليها الجهات المساهمة المختلفة، لكنها حين طرحت قدمت في مجتمع تعليمي ما زال ينظر بتخوف للتكنولوجيا وإحلالها في الفصل الدراسي.
بعض المشرفين التربويين والمعلمين شككوا في سهولة استخدامها وآخرون متخوفون من استبعاد المدرّس مستقبلاً. لكنّ استخدام التكنولوجيا في التعليم كمحرك رئيس لن يتمّ إلا بعد تحولات كثيرة، والتخوف من ذلك لن يمنع تطور التعليم وحسب بل سينشر ثقافة معادية للتعامل مع الحاسب الآلي وتعلمه كما يحصل اليوم مع تعلّم اللغة الإنجليزية التي تبرمجت أجيال من الدارسين على كراهيتها!
كان الكتاب وسيلة لتخزين المعرفة وقبله استخدمت الذاكرة البشرية من جيل إلى جيل، واليوم تأتي تقنية الحاسب الآلي الذي أمكن باستخدامه تخزين آلاف المعلومات على شريحة مصغرة لكن المعلومات المخزنة لن تكون متاحة إلا للذين يتقنون التعامل معه والسبيل إلى ذلك نشر التعليم باستخدام التكنولوجيا منذ الآن.