رقية العوامي ..!

خبرمحزن بحق هو ذلك الخبر الذي تناقلته بعض المواقع الإلكترونية الإخبارية أمس الأول عقب نشره في صحيفة "دنفر بوست" المحلية الأمريكية عن وفاة المبتعثة السعودية رقية العوامي – رحمها الله- إثر حادث اصطدام مروري في أحد التقاطعات في كلورادو أثناء قيادتها سيارتها.
وقبل أن أتحدث عن الحادثة أقدم التعازي الحارة إلى أسرة المتوفية - رحمها الله - سائلاً المولى عز وجل أن يسكنها جناته ويلهم ذويها الصبر والسلوان.
لا أخفيكم أنني قرأت الخبر بداية في أكثر من موقع الكتروني وبتفاصيل مختلفة من موقع لآخر, فأحد المواقع أشار إلى أنها كانت تسير على قدميها في الشارع لتفاجئها سيارة مسرعة وتصطدم بها, وموقع آخر أشار إلى أن الطرف الآخر في الحادث قائد مخمور لم يستطع السيطرة على سيارته وهو بتلك الحالة مما أدى إلى الحادث الشنيع, وموقع ثالث تحدث عن تفاصيل أخرى, وهذا ما جعلني أبحث عن الموقع الإلكتروني الخاص بالصحيفة الأمريكية التي نشرت الخبر, وبالفعل وجدت الخبر الذي تضمن أيضاً تصريحاً من شقيق الفقيدة, وهو خبر لايمت بأي صلة للكثير من الحكايات التي نشرتها المواقع المختلفة وبعض وسائل الإعلام, فالفقيدة - رحمها الله - كما أوضحت "دنفر بوست" توفيت في الحادث المروري بينما كانت تقود سيارتها, مرتكبة مخالفة مرورية تتعلق بأولوية السير في التقاطع الذي وقع فيه الحادث الأربعاء الماضي.
إن خبراً كهذا الخبر يجب ألا يمر مرور الكرام, نعم هناك المئات بيننا ممن يفقدون أقاربهم وأصدقاءهم يومياً على الطرقات في حوادث مرورية, لكن الأمر هنا مختلف فالفقيدة المبتعثة من قبل شركة أرامكو والتي كان من المفترض أن يقام حفل زفافها الشهر القادم كان من حقها قبل الابتعاث إلى دولة مثل الولايات المتحدة أنت تُدرب جيداً على قيادة السيارة وأن يتم تثقيفها بالقوانين والأنظمة المرورية هناك, حتى وإن كن شقيقاتها في المملكة لا يقدن السيارات وهو موضوع آخر أشبع نقاشاً ولا أرى داع للتطرق إليه.
إن من أبسط حقوق جميع أبنائنا المبتعثين إلى الخارج أن يتم تأهيلهم تماماً في شتى المجالات التي قد تمثل مطلباً مهماً لهم وهم مغتربون عن وطنهم, حتى لا يكونوا كمن يتم قذفه في لجة البحر قبل تعليمه السباحة, وهذه مسؤولية الجهات التي توافق على ابتعاثهم وهي تعلم أنهم صغار سن لم تتح لهم الفرصة لاكتشاف المجتمعات التي سيبتعثون إليها ولم يسبق لهم التعرف على الأنظمة والقوانين المطبقة في تلك الدول.
أتذكر قبل فترة أن بعض الطلاب السعوديين المبتعثين إلى بعض الدول الغربية تم احتجازهم في المطارات وأحيلوا إلى القضاء بتهمة القرصنة الإلكترونية, وهي جريمة دولية يعاقب عليها القانون.. تم كل ذلك بسبب أن أجهزة الكمبيوتر المحمول التي اصطحبوها معهم كانت تحتوي على برامج منسوخة وغير أصلية دون تصريح من الشركة المنتجة لتلك البرامج كما هي غالبية البرامج التي نستخدمها في أجهزتنا ومنها الجهاز الذي أكتب منه الآن, فمن بالله عليكم المسؤول عن جرجرة هؤلاء الصغار في المحاكم بينما تنتظر أسرهم أن يعودوا إلى الوطن مسلحين بالعلم ليفخروا بهم, لا أن يعودوا أصحاب سوابق!.
إن القضية أكبر بكثير مما نتصور, ولا تكفي مئات الأسطر لمناقشتها لكن يجب أن تعلم كل أسرة تضرر ابنها بسبب عدم تأهيله وتثقيفه بقوانين الدولة المبتعث إليها قبل ابتعاثه، إن من حقها مقاضاة الجهة التي ابتعثته بصفتها المتسبب الأول في الأضرار التي لحقت به.. رحم الله الفقيدة رقية العوامي وأعان بقية أبنائنا في أصقاع الأرض.

[email protected]

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي