هل فيتنام بديل حقيقي عن الصين؟

جذبت فيتنام أنظار العالم منذ اندلاع الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين عام 2018، حيث انتقلت العديد من الشركات العالمية إلى نقل خطوط إنتاج ضخمة إليها. تُساهم شركة سامسونغ وحدها بنحو 25% من صادرات فيتنام، فيما تقوم شركة أبل بتصنيع أجهزتها من MacBooks وiPads هناك، إلى جانب إنتاج شركتي نايكي وأديداس لأكثر من نصف أحذيتهما في البلاد.

تقدم فيتنام "المعادلة الذهبية" التي تجمع بين تكلفة إنتاج أقل بنسبة 50% مقارنة بالصين، وسوق مكونة من 100 مليون نسمة، 70% منهم تحت سن الـ35، معظمهم متعلمون ومهرة. وتُضاف إلى ذلك البنية التحتية الصناعية السريعة النمو والاتفاقيات التجارية الواسعة مع معظم دول العالم، مما يُشكل مزيجاً نادراً في المنطقة.

غير أن الحقيقة التي تكمن خلف الصورة المشرقة لـ"صُنع في فيتنام" هو أن هذا غالباً ما يعني "جُمّع في فيتنام بمكونات صينية"، حيث تأتي 89% من مكونات صادرات الإلكترونيات من الصين. في عام 2024، بلغت الاستثمارات من البر الرئيسي الصيني وهونغ كونغ نحو 65 مليار دولار، واللافت أن 40% من المشاريع الجديدة كانت مرتبطة بالصين.

هذا الاعتماد الكبير على الصين لم يمنع فيتنام من تحقيق معدلات نمو تتجاوز 6%، متفوقة بذلك على الصين، مما يجعلها نمراً آسيوياً صاعداً. يبقى السؤال: هل تتعرض فيتنام لاستغلال صيني، أم أنها تستغل الوضع العالمي بذكاء لتتحول إلى قوة مستقلة في المستقبل؟

الأكثر قراءة