كاميرون: كثيرون استفادوا من سعود الفيصل .. وأنا منهم

كاميرون: كثيرون استفادوا من سعود الفيصل .. وأنا منهم

كاميرون: كثيرون استفادوا من سعود الفيصل .. وأنا منهم

"استفاد الكثيرون وأنا منهم من حكمة الأمير سعود الفيصل في الشؤون الدولية"، بهذه الكلمات نعى فيليب هاموند رئيس الوزراء البريطاني الأمير الراحل عميد الدبلوماسية العالمية سعود الفيصل. وزير الخارجية البريطاني لم تبعد كلماته عن كلمات ديفيد ويليام دونالد كاميرون رئيس وزرائه فقد نشر تغريده قال فيها، "خدم الأمير سعود الفيصل السعودية لسنوات طويلة بكل وقار وسوف نتذكر دائما مساهماته في الجهود الدبلوماسية والشؤون الخارجية. لم تكن كلمتا "الحكمة" و"الوقار" في وصف الأمير الراحل من قبيل المواساة بقدر ما كانت تعكس موقفا عاما من قبل كل من تحدثت معهم "الاقتصادية" عن سعود الفيصل وإرثه الدبلوماسي. فصحيفة الغارديان البريطانية اعتبرت أن الأمير سعود الفيصل لعب دورا مهما ورئيسا في تحول المملكة العربية السعودية إلى لاعب رئيس في مجال الدبلوماسية الدولية، واستشهدت الصحيفة بتعليق وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي وصف الأمير سعود الفيصل بالقول، "لم يكن مجرد أقدم وزراء الخارجية في العالم، ولكن أيضا هو واحد من بين أحكمهم" وكان كيري قد صرح قائلا، "لقد أعجبت به كثيرا، وبقيمة صداقته وبحكمته، ولا اعتقد أن إرثه كرجل دولة ودبلوماسي يمكن أن ينسى". #2# "رحيل وزير الخارجية السعودي المحنك"، هكذا عنونت هيئة الإذاعة البريطانية "البي بي سي" خبر وفاة وزير الخارجية السعودي "السابق" سعود الفيصل، ولكن هيئة الإذاعة البريطانية التي عرف عنها الدقة المتناهية في كتابة الأخبار، بدا عنوانها غريبا بعض الشيء بالنسبة لهذه القاعدة، فالأمير سعود الفيصل هو وزير الخارجية السابق وتخلى عن منصبه في شهر أبريل الماضي، ومع هذا فإن هيئة الإذاعة البريطانية لم تنشر هذه المعلومة في العنوان. "الاقتصادية" توجهت بالسؤال إلى جون تيلر الصحافي في قسم الإنترنت بالBBC فأجاب قائلا، "بالطبع الجميع يعلم تخلي الأمير سعود الفيصل عن منصبه منذ أشهر، لكن العرف جرى عند صياغة الخبر بالنسبة للشخصيات شديدة التأثير في مجال عملها، التي تترك إرثا يمتد بعد وفاتها لفترات زمنية طويلة، عدم الإشارة إلى السابق أو الأسبق لأن تأثير هؤلاء الأشخاص في مجالهم يمتد إلى مرحلة ما بعد مغادرتهم مناصبهم، بل وحتى بعد الوفاة، وسعود الفيصل من هؤلاء الأشخاص" ويضيف "لقد صاغ الرجل السياسة الخارجية السعودية لعقود، ومن المؤكد أن مدرسة سعود الفيصل في مجال السياسة الخارجية ستتواصل بعد رحيله، ولهذا لم نستخدم كلمة وزير الخارجية السابق في العنوان" وفي الجولة الإخبارية الصباحية في قناة بي بي سي لندن علق السفير البريطاني السابق برايم ملدريم الذي سبق أن شارك في عدد من جولات المباحثات عن انطباعاته الشخصية عن الأمير سعود الفيصل بالقول "كان من أبرز ملامح شخصيته الهدوء والرزانة مع سرعة بديهة وذكاء حاد وفطري البعض يرجعه إلى وراثته عن والده الملك فيصل، والبعض يعتبره امتدادا لملامح الشخصية العربية التي كانت شديدة الوضوح فيه، يضاف إلى ذلك ثقافة واسعة بعضها يعود إلى رغبته الدائمة في متابعة جميع التفاصيل الدقيقة، إضافة إلى قضاء أربعة عقود متواصلة وزيرا للخارجية ما مكنه من متابعة جميع القضايا الدولية الشائكة من البدايات". ولـ"الاقتصادية" يعلق اليستر مار السفير السابق في الخارجية البريطانية على رحيل الأمير سعود الفيصل قائلا، "التقيت به نحو 6 مرات في مناسبات رسمية مختلفة، وأجريت معه مناقشات مباشرة، إحدى الملاحظات الأساسية تمتعه بذاكرة دقيقة للغاية ورباطة جاش قوية، وفي الحقيقة فإن الرجل امتلك رؤية أثبتت الأيام دقتها، فقد كان لديه موقف واضح من إيران، وبأن دول الخليج وتحديدا المملكة العربية السعودية تمد يدها لطهران لإقامة علاقات حسن جوار، ولكن إيران دائما ما ترفضها، وتبرر الرفض بأسباب واهية بينما السبب الحقيقي هو هيمنة الطموحات التوسعية على القادة الإيرانيين، وكان هذا الموقف هو ما دفعه منذ سنوات وقبل الغزو الأمريكي للعراق من التحذير خلال لقاء جمعني به، من أن إيران ستسعى لتفجير الطائفية في المنطقة، لأن هذه هي الوسيلة الوحيدة التي ستمكنها من تمزيق العالم العربي، ومد نفوذها وهيمنتها على البلدان العربية". هذا وقد أصدر رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير بيانا جاء فيه " كان الأمير سعود الفيصل رجل الإنسانية والرحمة والحكمة، وعمل بلا كلل من أجل السلام"، وإذ تبدو كلمة الحكمة قاسما مشتركا في تعليقات جميع الدبلوماسيين والمحللين السياسيين في بريطانيا عند تناول شخصية الأمير الراحل. ولـ"الاقتصادية" يعلق الصحافي المختص في الشؤون الدبلوماسية بيل ريد على رحيل الأمير سعود الفيصل بالقول، "عند فهم المدرسة الدبلوماسية التي ينتمي إليها سعود الفيصل فإن كلمة الحكمة تعد كلمة محورية في فهم شخصية الرجل أولا وفهم مواقفه الدبلوماسية ثانيا". ويضيف "سعود الفيصل ينتمي إلى مدرسة الاعتدال وفي منطقة كالشرق الأوسط مليئة بالمشكلات والتعقيدات السياسة والدبلوماسية فإن الاعتدال يجعلك محط انتقاد وهجوم من "قوى التطرف" وعلى الرغم من ذلك فالرصانة الشخصية التي تمتع بها الرجل، وسعيه الدائم إلى تحقيق العدل والسلام دون أن يكون ذلك على حساب الحقوق العربية أو الثوابت الأساسية في السياسة السعودية، جعل الخصوم قبل الأنصار يقرون بحكمة الرجل ومنطقية رؤيته، فقد تجاوزت جهود سعود الفيصل بناء شبكة علاقات دولية وإقليمية تصب في خدمة مصالح المملكة، إذ تجاوز ذلك الدور وبات وزير خارجية العالم العربي ككل ومعبرا عن الدبلوماسية العربية في شكلها الحديث، ومدافعا عن الحقوق العربية، وأتذكر كلمة له في واحدة من محاضرته في لندن أنه قال إن المملكة قادة وشعبا مستعدون لتحمل الخسارة بمفردهم إذا كان ذلك سيحقق مصالح ورفاهية الشعوب العربية ويحقق السلام والاستقرار في المنطقة".
إنشرها

أضف تعليق