السعودية على قمة العشرين

أعلنت السعودية موعد استضافة قمة مجموعة العشرين G20 في الرياض يومي 21 - 22 تشرين الثاني (نوفمبر) 2020، لانعقاد أعمال الدورة الـ15 لاجتماعات قادة الدول العشرين. حيث يرأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اجتماع القادة وتترأس المملكة أعمال الدورة. 
مجموعة العشرين G20  تمثل ثقلا اقتصاديا وسياسا عالميا، حيث تمثل ما يقارب 85 في المائة من حجم الاقتصاد العالمي، و75 في المائة من التجارة العالمية، ويبلغ عدد سكان المجموعة ثلثي سكان العالم. وتملك دول المجموعة سيطرة اقتصادية وسياسية مؤثرة في استقرار ونمو العالم واستدامة موارده. وتلعب دول G20 دورا محوريا في تحقيق الاستقرار الاقتصادي، وتحقيق النمو الاقتصادي والتكامل بين دول المجموعة وبقية دول العالم، الدور الذي يعكس أهمية التقارب العالمي وتوحيد المصالح من أجل نماء وازدهار الحياة على كوكب الأرض.
بدأت المجموعة منذ عام 1999 وأسهمت في تحقيق التوافق والتكامل بين الدول في مجالات النمو الاقتصادي، وتحسين النظام المالي العالمي، والتعامل مع الأزمات الاقتصادية والمالية والتصدي لتمويل الإرهاب وغسيل الأموال، وتسعى المجموعة لتطبيق الشفافية وتحسين الحوكمة في الدول الأعضاء للحفاظ على المكتسبات العالمية.
رئاسة أعمال المجموعة تأتي لتأكيد دور المملكة المحوري والمهم في الاقتصاد العالمي، بما تملكه من ثقل سياسي واقتصادي يسهم في تحقيق أهداف مجموعة G20، ويعكس النجاح الكبير الذي تحققه المملكة على جميع الأصعدة. واستضافة حدث بهذا القدر سيكون له دور كبير للتعريف بدور المملكة السياسي والاقتصادي على مستوى العالم، وإيصال رسالة المملكة المبنية على التسامح والتعايش والتكامل مع دول العالم.
تأتي هذه القمة في وقت تعيش فيه المملكة نشاطا كبيرا من خلال استراتيجية الأمير محمد بن سلمان ولي العهد المتمثلة في طرح "رؤية المملكة 2030"، وما تتضمنه من إجراءات تسعى لحوكمة القطاعين العام والخاص وفتح المجال أمام الاستثمار الدولي. وتعزيز الاقتصاد المحلي، وتحقيق المشاركة مع دول العالم في تحقيق التنمية المستدامة.
المملكة اليوم تعيش عصرا ذهبيا يسعى لتعزيز الدور الطموح الذي تتبناه إقليميا ودوليا في تحقيق التكامل والرخاء. وتأتي هذه الفرصة لدعم هذا الطموح في تعريف دول العالم بهوية المملكة ومواقفها المشرقة في جميع المجالات. لهذا فالدور كبير على القائمين على ملف استضافة أعمال القمة وما يصحبها من ورش عمل وحلقات نقاش وبرامج ستعرف العالم بالقوة الاقتصادية المقبلة للمملكة المتمثلة في صندوق الاستثمارات العامة، وشركة أرامكو والانفتاح السياحي والاقتصادي الذي تطمح من خلاله المملكة لفتح آفاق التعاون والتكامل مع جميع دول العالم. 
إن استثمار هذه الفرصة من أحد مصادر القوة الناعمة التي تمتلكها المملكة في التقارب مع دول العالم، وفتح آفاق التعاون الاقتصادي لتحقيق "رؤية المملكة 2030 "وتحقيق التنمية المستدامة الشاملة عالميا، وهذا يؤكد الدور الدائم الذي تتبناه المملكة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي