Author

«إكسبو الرياض» .. مسار الرؤية في الاتجاه الصحيح

|
متخصص في المعاملات المالية، مستشار في المالية الإسلامية ـ الجامعة السعودية الإلكترونية

منذ إطلال رؤية المملكة 2030 كانت التحديات كبيرة بوصف أن هذه الرؤية تمثل تحولا جذريا وتتطلع لأن تكون تجربة المملكة هي الأبرز في القرن الـ21 وليس ذلك أمرا مستحيلا، حيث إن الحضارة والثقافة التي خرجا من هذه البلاد ملأت العالم بالحضارة والقيم النبيلة التي جعلت أمما ينتمون لها وينشرونها، ليس خوفا، بل إيمانا بمبادئها، لذلك وعطفا على هذه التجربة الفريدة في تاريخ الجزيرة العربية تعمل هذه البلاد المباركة على إحداث تحول لهذه البلاد ودعم أشقائها في محيطها العربي والإسلامي من أجل إحداث تحول جذري للاعتماد على مواردها البشرية والمادية بما يحقق نهضتها واستقلالها في المشهد العالمي وتحقيق نهضة حقيقية بعيدا عن الاعتماد على الموارد الطبيعية التي يمكن أن تنفد في أي وقت أو يتم الاستغناء عنها بموارد أخرى.
مناسبة كبيرة على المستوى العالمي تقام كل خمسة أعوام وقد بدأ هذا المعرض في القرن الـ19 وتحديدا في لندن في 1851 الأرض الخاصة بها نتيجة لأهميته في نقل صورة إيجابية عن كل دولة.
لا شك أن فوز المملكة بتنظيم "إكسبو 2030" دليل على حجم العمل الذي قامت به للوصول إلى هذه النتيجة، المنافسة كانت بين الرياض السعودية وروما الإيطالية وبوسان الكورية الجنوبية وهاتان دولتان ضمن مجموعة العشرين لأكبر اقتصاد في العالم وحجم اقتصادهما أضخم من المملكة، كما أنهما تصنفان ضمن الدول الصناعية المتقدمة في العالم، وتنتجان أبرز وأشهر الصناعات في العالم، فهما دولتان متقدمتان في الإبداع والابتكار فالتقدم عليهما ليس بالأمر اليسير مطلقا خصوصا أن إيطاليا قد فازت بتنظيم هذا الحدث في 2015 في مدينة ميلانو الإيطالية، ما يعني أن لها تجربة سابقة في تنظيم هذه الملتقيات الضخمة والمميزة، وكوريا الجنوبية من أبرز التجارب في التحول من الفقر ومعاناة الحروب إلى دولة صناعية من أغنى دول العالم في القرن الـ20، هذه التجارب المنافسة لملف الاستضافة الخاص بالمملكة ليست سهلة مطلقا، بل تحد كبير والجميع يعلم حجم الإنفاقات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية من تنظيم مثل هذه المعارض ولذلك تنافست عليها الدول بغرض تحقيق منافع مستدامة.
الفوز بتنظيم هذا المعرض جاء بجدارة من خلال الحصول على الأكثرية المطلقة متجاوزة الدول المصوتة للمملكة عدد الأصوات لكلتا الدولتين المنافسة لهما بأكثر من الضعف، ما يعني أن الملف السعودي كان مبهرا ومنافسته صعبة جدا، كما أن ذلك يؤكد حجم الثقة بالمملكة وعلاقتها الوثيقة بمختلف دول العالم والثقة الكبيرة التي تحظى بها بين دول العالم.
القصة ليست هنا فقط، بل إن المبادرات التي نتجت عن الرؤية تعد الأبرز حاليا في ظل أن هذه البرامج والمبادرات تقدم حلولا باتجاه التحول العالمي إلى المحافظة على البيئة واعتماد نموذج حديث للمدن يعزز المشروعات الصديقة للبيئة وفي الوقت نفسه تستخدم أفصل الحلول التقنية والبيئية من أجل حياة أفضل للإنسان.
من المتوقع أن تنتهي مجموعة من المبادرات ولعل أهمها مشروع نيوم الذي يعد تجربة عالمية فريدة سيتمكن العالم من الاطلاع بإذن الله عليها من قرب بما يؤكد أن الإنسان يمكن ألا يتخلى عن مكتسباته طيلة فترة التحولات التي حققها في القرون الماضية من التطور باتجاه الثورة الصناعية والتقنية مع محافظته على بيئته التي يعيش فيها، بل إن الأمر أبعد من ذلك، حيث إن ما يمكن أن يتحقق هو تطور وتحول جديد للإنسان لا يقل أهمية عن النتائج التي تحققت من الثورة الصناعية إلى يومنا هذا، ما سيجعل تجربة المملكة هي الأبرز في هذا القرن.
نتائج هذه التظاهرة الثقافية سيكون لها أثر مستدام ومباشر وغير مباشر على الاقتصاد الوطني، حيث سيتم ضخ ما يقارب ثمانية مليارات دولار لتنظيم هذا الحدث، وسيكون له الأثر في مختلف الأنشطة الاقتصادية محليا وسيتيح فرصة أكبر لكل مواطن وللأشقاء في الدول المجاورة والعالم للاطلاع على الابتكارات والثقافات لمختلف دول العالم.
الخلاصة: إن فوز المملكة بتنظيم "إكسبو 2030" شاهد على حجم الثقة والنجاح الذي تحقق منذ إعلان الرؤية خصوصا أن عدد الأصوات التي أيدت الملف السعودي فاقت بثلاثة أضعاف مجموع الأصوات للملفات المنافسة لروما الإيطالية وبوسان الكورية الجنوبية، حيث ستقدم المملكة شواهد على أرض الواقع لتجارب كبيرة في مثل مشاريع نيوم وغيرها، ما هو محل اهتمام العالم بوصف أن هذه المشروعات نجاح عالمي باتجاه المشاريع الصديقة للبيئة.

إنشرها