default Author

جذب التمويل الجماعي «2 من 2»

|

ماذا عن الأثر في مسألة الاستثمار؟ على الرغم من الاعتراف بـ"كيفا" على نطاق واسع، إلا أن منتقديها يدعون أنه لا يجب قياس مدى نجاحها في حجم التمويل الذي حصدته، بل من خلال تأثيرها الفعلي مشيرين إلى التنازلات التي اضطرت "كيفا" لتقديمها من أجل تنفيذ رؤيتها. مع إدراك أن نموذج الند للند P2P لم يكن الأنسب في الواقع، قام نموذج "كيفا" بتوجيه المال من خلال مؤسسات كبيرة للتمويل متناهي الصغر، التي عملت معها بمنزلة شريك. أسهم العمل مع هؤلاء الشركاء في تقليل المخاطر، لكنه أظهر ضمنيا "كيفا" على أنها منصة إقراض دون فوائد لا تزال قيد التجريب.
في غضون ذلك، أشارت نتائج تجارب التحكم العشوائية برئاسة خبراء اقتصاديين بارزين إلى أن التمويل متناهي الصغر السائد ليس له تأثير اجتماعي كما هو مفترض. يستخدم جزء صغير فقط من المقترضين الأموال في مشاريع، ولا يهمهم النجاح، مثل رواد أعمال. فعوضا عن انتشال الناس من الفقر، غالبا ما تتركهم قروض التمويل الصغير مثقلين بالديون.
وحول المشكلة وحلها، فإننا غافلون عن التعقيدات التي يتسم بها نموذج تشغيل "كيفا"، والفروق الدقيقة لتأثيرها، واصل المستخدمون من أصحاب الولاء دعمهم. في حال كان لم ينسجم أي جهد تبذله "كيفا" لدمج التأثير بشكل أعمق في تجربة المستخدم من جهة، مع معتقدات المقرضين من جهة أخرى، فإنها تخاطر بهدم العلاقة، وسيكون من غير المسؤول أن تقدم فقط فرص إقراض تهتم فقط بقصصهم المبهرة. كانت الخدعة في إيجاد التوازن الصحيح بين مصادر إلهام المستخدمين والمقرضين، ما يقود حقا إلى تحقيق تأثير عميق يمكن توثيقه.
في محاولة منها لتحويل محفظتها نحو مشاريع ذات تأثير، قررت "كيفا" حماية المقرضين من التعقيدات المفرطة، بالاعتماد على أبحاث حددت ممارسات الإقراض وخصائص القروض ذات التأثير، دفعت "كيفا" مستخدميها نحو مشاريع ذات تأثير كبير. ولا يستند ذلك إلى بيانات مدفوعة بالعقلانية، بل لجأت عوضا عن ذلك إلى استخدام أدلة مستمدة من أبحاث في تحديد ما يراه المستخدمون على المنصة.
لا يزال مستخدمو "كيفا" يعتقدون أنهم يختارون القروض بناء على القصص فقط، لكن خوارزميات "كيفا" تبحث عن إذا ما كانت فرص النجاح المحتملة التي يرونها، مدعومة ببيانات من أبحاثهم. قد تبدو نظرية "إدارة المستخدمين" عبر الخوارزميات تلاعبا بالنسبة إلى البعض، لكن "كيفا" تعدها أفضل طريقة لضمان عمق تأثيرها دون المساومة على جذب التمويل الجماعي.
قال جولدي تشاو، مدير التأثير في "كيفا"، "السعي إلى تحقيق تأثير: هناك كثير لتفعله بسبب تلك المهمة حتى إن لم ينسب أحد الفضل إليك".
يضيف نيفيل كراولي، الرئيس التنفيذي في "كيفا"، "ربما نجد أن المستخدمين يريدون أن يفهموا حقا الأثر الذي تتركه، وتلك هي الطريقة التي نطرح بها المعلومات التي تقود إلى ذلك. لا نزال نتعلم ما مقدار المعلومات المطروحة وكيفية الطرح. وبالتالي النموذج سيتطور حتما". تذكرنا تجربة "كيفا" بأن زيادة التأثير تنطوي على مراقبة مدى وعمق التأثير. فكلا البعدين بمنزلة وجهي المستطيل الذي نحاول أن نزيد مساحته. ففي حال لم تنجح بزيادة المدى فإن تأثيرك سيكون محدودا. وفي حال لم تحقق العمق المطلوب، سيكون بمنزلة عامل سلبي على حجم التأثير الذي ترغب فيه. لذا، فالتوازن ضروري، لكن الوصول إلى نقطة حيث يتم زيادة التأثير يختلف من سياق إلى آخر. ماذا حدث لمؤسسة Uncharted Play وكرة القدم Soccket؟ تم إيقاف كرة القدم والتخلي عن فكرة جعلها مصدرا للطاقة في الدول النامية. يركز فريقها اليوم على تطوير فكرة تقوم على تكنولوجيا الطاقة المتجددة. نجحوا عام 2016 في جمع سبعة ملايين دولار من التمويل، وغيروا اسمهم في 2017 إلىUncharted Power حيث سينتهي بهم الأمر إلى أن يبقوا موجودين، لكن رحلة ريادة الأعمال لا يمكن التنبؤ بها.

إنشرها