الوحش الجبان

هناك ألف سبب يحول بيني وبين الاستمرار في الكتابة الدورية لكني متمسك بالمواصلة. فمن ترك شيئا استغنى عنه.
أسهل قرار نتخذه هو الانصراف عن هواية أو عادة إيجابية بسبب انشغال أو مهمة أو ظرف.
فكلما انتهيت من الكتابة وشعرت باللذة حمدت الله أنني لم أنقطع عنها. هي نافذة للمتعة والفرح والتنفس.
هواياتنا طوق نجاة في عالم زاخر بالتحديات.
دائما أردد في نفسي أن أي فعل نقوم به يتطور مع الممارسة والالتزام والتطوير والنقد. وعلى النقيض ينطفئ ويتلاشى عندما نتقاعس عنه ونهمله.
دائما هناك أعذار لنا للإقلاع عن ممارسات صحية نقوم بها أو هوايات نشتهيها. كالذهاب إلى ناد رياضي أو مزاولة المشي أو القراءة. وننسى أن اللياقة ليست أمرا مقتصرا على الرياضة. بل تنسحب على كل تصرفاتنا وسلوكياتنا وممارساتنا. كلما مارسناها أكثر أجدناها أكثر.
عندما تقرر أن تقرأ كتابا كل أسبوع وتشرع في ذلك، ثم تتوقف لأي سبب كان، ستجد صعوبة بالغة في استئناف شغفك بالقراءة. ستصبح مهمة ممضة وعسيرة. لذلك لا تتوقف أبدا. لا تخدعك الظروف. هي وحش يرغب في افتراس كل لحظاتنا الجميلة، لكنه أجبن مما نتصور. يلوذ بالفرار حينما تتوجه نحوه وتواجهه.
الأشياء التي لا نحافظ عليها ستغادرنا.
لا تدع أي شيء يحرمك من هواياتك وممارساتك التي تدخل السعادة إلى قلبك.
السعادة ممارسة تقوم بها، وليست نبأ تترقبه.
مهما واجهك من تحديات عد إلى الأشياء التي تهواها، لأنها تجيد إدارة مشاعرك. تربت على عواطفك وتبهجك. عندما تدير ظهرك لها تحت أي ظرف، فأنت تحرم نفسك من عناق تتعطش له وتحتاج إليه.
تذكر أن الأشياء التي تستهوينا مثل شخص نحبه. قد يصبر علينا قليلا. بيد أنه لن يطول به المقام على مقاعد الانتظار. سيرحل دون استئذان. فالعاشق لا يطيق الإهمال.
في الأغلب إذا توقف العطاء ذبل الحب.
حينما تتوقف عن سقاية محبتك ستموت.
إذا لم تقاتل في سبيل شيء تحبه، فالتزم الصمت إذا أهدرته.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي