مخاطر التدفئة

مع دخول فصل الشتاء وزيادة برودة الجو يعمد كثير من الناس إلى البحث عن الدفء غير آبهين أو غير منتبهين للمخاطر الشديدة، التي قد تحدث نتيجة لاستخدام وسائل تدفئة غير مناسبة أو لسوء استخدام تلك الوسائل.. واللافت للنظر أن هذه الحوادث تتكرر مع كل موسم شتاء لذا، فإن التحذير منها يجب أن يستمر درءا للأخطار التي قد تحدث وتصيب الأشخاص والممتلكات.. فلو نظرنا إلى طرق التدفئة المتداولة لوجدنا أنها متنوعة ما بين مدافئ تستخدم الطرق الكهربائية وأخرى تستخدم الغاز وثالثة تستخدم الحطب أو الأخشاب، أما أكثرها شيوعا فهو استخدام الفحم الذي ينتج عن احتراقه غاز أول أكسيد الكربون وهو غاز لا لون له ولا طعم ولا رائحة إلا أنه شديد السمية ويسمى “القاتل الصامت”، لأنه يقلل من كمية الأكسجين المحمولة لأنسجة الجسم فيصاب الشخص المتعرض له بالاختناق ببطء، ليجد نفسه دون أن يشعر غير قادر على القيام وإن قدر له أن يقوم فسينهار ويسقط أرضا قبل وصوله للهواء الخارجي.. والأخطر من ذلك إذا كان نائما فربما تكون نومته الأخيرة.. علما أن الأطفال وصغار السن يكونون أكثر وأسرع عرضة للتسمم والاختناق لكون معدل تنفسهم أسرع.. وأجرى مجموعة من الباحثين السعوديين دراسة علمية نشرت في المجلة الطبية السعودية على عينة من الأشخاص الذين نوموا في المستشفيات بسبب التسمم بهذا الغاز، اتضح من خلالها أن سبب التسمم عند 71 في المائة منهم بسبب استخدام الفحم للتدفئة وأن 21 في المائة منهم كان بسبب عوادم السيارات، التي هي الأخرى ينبعث منها غاز أول أكسيد الكربون، ورصدت حالات وفاة عديدة بسبب ترك السيارة في حالة اشتغال داخل الكراجات المغلقة.. كما أنه من المخاطر المتكررة استخدام التوصيلات الكهربائية الرديئة أو الأفياش منخفضة الجودة وغير المطابقة للمواصفات القياسية، فتحترق محدثة أخطارا بالغة للأفراد والممتلكات.. وحيث إن الوقاية خير من العلاج فإنه يلزم أخذ الحيطة والحذر عند طلب الدفء بحيث يتم إشعال الحطب أو الفحم في الخارج حتى يشتعل بالكامل وينقطع الدخان المتصاعد منه ومن ثم يمكن إدخاله إلى داخل المنازل أو المخيمات ونحوها مع مراعاة توافر التهوية المناسبة وعدم النوم إطلاقا وهذه المواد في الداخل.. كما يلزم تفقد الموصلات الكهربائية في المنازل والتأكد من جودتها ومطابقتها للمواصفات القياسية وتركيب أجهزة كشف الدخان، حتى لا يندم الإنسان حيث لا ينفع الندم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي