تطوير مكان العمل

سألني أحد المديرين عن الاحتياجات اللوجستية فيما يتعلق بتوظيف المرأة. كانت إجابتي بمحدودية تلك الاحتياجات وارتباطها باستخدام المنافع العامة، مثل دورات المياه فقط. الاستغراب الذي أبداه صاحبي دفعني إلى الحديث بإسهاب عن أهمية الانفتاح في مكان العمل الجديد. إن وجود مواقع مغلقة وفواصل مبنية بين الموظفين تدفع في كثير من الأحيان إلى مشكلات أكثر من حلها مشكلات أخرى.
ما ينتشر هذه الأيام من مقاطع يؤكد مقولتي هذه، فكثير من عمليات التحرش لم تحدث في مواقع عامة، وإنما عندما تغلق المواقع أو تنتهي الشفافية المادية في مكان العمل. هذه الحقيقة نشاهدها في كثير من مواقع العمل المغلقة أو التي تغلق في أوقات معينة مع وجود العاملين في الداخل، لكنها لا تحدث في المواقع العامة. ما حدث في الأسبوع الماضي من قبل مقيم حاول التحرش بفتاة في مكان العمل، حدث لهذا السبب بالذات.
يعني الأمر أنه ليس من الضروري بناء قلاع حول العاملات وإبعادهن عن التعامل المباشر مع الواقع الذي لا بد من التعامل معه. هنا لا بد من الإشارة إلى أن كثيرا من الأعمال التي تخص السيدات، وتنفذ من قبل مثيلاتهن، ليست بحاجة إلى مزيد من الفصل الذي كان متعمدا في السابق. يعني هذا أنه لن تكون هناك تكاليف إضافية لبناء درجة الالتزام المطلوبة في توظيف النساء، لكنه يهم تكوين قدرة ذاتية للتعامل مع مختلف أنواع المستفيدين.
لا يمكن أن يتحقق التذكير بأهمية العلاقة المنضبطة بين الموظفين والموظفات والمستفيدين، كذلك من خدمات أي منشأة إلا بتطبيق العقوبات التي تسهم في الحفاظ على احترام وخصوصية العلاقة البشرية بين مكوناتها المختلفة. هذه القوانين التي لا يمكن التهاون بها تعني أننا نستطيع أن نرسل بناتنا إلى العمل دون الإحساس بالخجل أو الخوف على سلامتهن في مكان العمل، ولعل المستقبل يحمل أكثر من ذلك من المزايا لمن تعمل في موقع مفتوح.
يبقى أن نذكر بأنه لا بد أن يتفهم موظفو وموظفات المستقبل مسؤولياتهم الأخلاقية والوظيفية والمستوى المهني، فيما يتعلق بالتعامل في مكان العمل ويمكن أن تعد إدارات الموارد البشرية وثائق توضح نوعية العلاقة الصحية وأسلوب التعامل المناسب المتماشي مع الأنظمة والمحاذير، التي لا بد من التنبه إليها حتى لا يقع أحد في خطأ أو ممارسة غير قانونية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي