Author

مراقبة استهلاك الطاقة تؤدي إلى وفورات

|


تعد كفاءة استخدام الطاقة استراتيجية رئيسة للحد من انبعاثات الكربون وتحسين جودة الحياة للجميع. ومن شأن تحقيق كفاءة استخدام الطاقة في المباني خاصة المباني السكنية أن يوفر عديدا من الفوائد، إضافة إلى الحد من استهلاك الطاقة والتلوث، ومن هذه الفوائد دعم الشركات الصغيرة وإيجاد فرص عمل في جميع أنحاء البلاد، وتعزيز متانة المباني وقدرتها على التحمل، وتحسين الصحة ومستوى الرفاهية، وزيادة القدرة على تحمل تكاليف الطاقة.
ويعد قطاع المباني مسؤولا عن نحو ثلث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الولايات المتحدة. وقد صرحت جمعية أداء المباني BPA الأمريكية أنه "في حين أن قطاع المباني مساهم كبير في أزمة المناخ، إلا أنه يمكن أن يكون أيضا جزءا أساسيا من الحل. وفي ظل مخزون المباني العتيق والضخم في جميع أنحاء الولايات المتحدة، فما تم القيام به في مجال الاستثمار في تحسينات كفاءة استخدام الطاقة لا يتعدى سوى استهلال بسيط.
ويمكن معالجة المعوقات التي تعترض تحديث هذه المنازل والمباني الحالية وتعزيز كفاءة استخدام الطاقة في قطاع المباني بأكمله من خلال دعم تطوير القوى العاملة وتدريبها، وتوفير الحوافز لأصحاب المنازل، وضمان أن شكل كفاءة البناء جزء من أي محادثات تتناول الطاقة النظيفة والمناخ.
وقالت كارا سول رينالدي نائب رئيس الشؤون الحكومية والسياسة في جمعية أداء المباني: "إن السياسات الرامية إلى إعادة تأهيل أكثر من 115 مليون منزل في جميع أنحاء البلاد لن تساعد فقط على تقليل انبعاثات الكربون من مخزون المباني السكنية في البلاد، لكنها ستساعد أصحاب المنازل أيضا على توفير المال المنفق على فواتير الخدمات الشهرية وتحسين مستويات الرفاهية والصحة والسلامة والمرونة في المنازل، مع كونها أيضا تعد محركا لنمو الوظائف والفرص الاقتصادية".
وكان التحدي الأكبر أمام طرح مزيد من المبادرات الرامية إلى توفير الطاقة هو النفقات الرأسمالية اللازمة لتنفيذ تلك المبادرات، وهذا يكاد يكون حقيقة بالنسبة لمعظم المؤسسات. وذلك لأن التقنية باهظة الثمن وتحقيق وفورات كبيرة يستلزم تكلفة ضخمة، ومن ثم فإن قياس الأداء يساعد على تسويغ هذه النفقات الرأسمالية.
وفي جنوب إفريقيا يستخدم المقياس الوطني لقياس الطاقة NEBS لقياس أداء المباني. ويتمثل الهدف النهائي من هذا المقياس في إيجاد وعي بمستويات الاستهلاك وبصمة الانبعاثات لكل مرفق، لرفع الوعي البيئي والحث على لعب الدور المطلوب بشدة لإنجاح جهود الحفاظ على الطاقة. وينصب تركيز المقياس الوطني لقياس الطاقة على المباني الجديدة والقائمة وما إذا كانت مشغولة أم لا وسبل تشغيلها بطريقة موفرة للطاقة.
ويمكن لجهود مراقبة مبادرات توفير الطاقة باستخدام القياس أن توظف المقياس الوطني لقياس الطاقة وتستغله كفرصة لحساب حجم استهلاك الطاقة لإجراء التحسينات اللازمة.
وهذا ما فعلته مجموعة "كليكس" عندما استخدمت المقياس الوطني لقياس الطاقة كفرصة لجمع معلومات عن استهلاك الطاقة في عمليات الإدخال. وقد أتاح ذلك معرفة ما كان عليه خط أساس الطاقة الخاص بالمجموعة، من أجل تحسين أدائها في المشاريع الموفرة للطاقة بشكل سنوي.
ويضم مقر المكتب الرئيس للمجموعة والواقع في ضاحية وودستوك في مدينة كيب تاون 1200 موظف يستخدمون المبنى. وعلى الرغم من وجوده منذ عام 1960، إلا أن المبنى أظهر أنه يمكن أن يحقق أفضل أداء من خلال ضمان الاستخدام الفعال.
وقالت سيجليندا لوش مسؤول الاستدامة في المجموعة "يعد استخدام أكثر الأجهزة ملاءمة لكل مبنى تحديا كبيرا، ذلك لأن صناعة الطاقة معقدة في الوقت الحالي فضلا عن كون تطوير المنتجات الموفرة للطاقة يسير بمعدلات سريعة جدا، ما يصعب التعرف على المنتجات الأكثر فعالية. ومن ثم يتم إجراء فحص سنوي لمعرفة ما إذا كانت التقنيات التي يتم تنفيذها تعمل وتحقق الوفر المتوقع أم لا".
وتسهم مشاركة الموظفين في نجاح مبادرات توفير الطاقة في المجموعة. وتشجع المجموعة الموظفين على توفير الطاقة في المنازل وتطلعهم بانتظام على مبادرات الشركة الرامية لتوفير الطاقة، حيث تنشر المجموعة تقرير الاستدامة عبر الإنترنت لبث مثل هذه المبادرات.
وتواصل سيجليندا لوش كلامها قائلة "لحسن الحظ تم تصميم المبنى، حيث يتم توفير الطاقة أو إغلاقها من نقطة مركزية بما يتناسب مع سلوك الموظفين في المبنى". ومن بين مبادرات توفير الطاقة الأخرى المنفذة التي حققت نتائج إيجابية: ضبط جميع المعدات مثل أجهزة الكمبيوتر والطابعات حيث تعمل على وضعية توفير الطاقة. وقد تم تزويد جميع الحمامات الجديدة في المبنى بأجهزة استشعار حركة ومصابيح الصمام الثنائي الموفرة للطاقة. كما يتم إطفاء أضواء المبنى كافة كلما سنحت الفرصة للقيام بذلك.
وللتغلب على بعض التحديات وجدت المجموعة أن من الأفضل تثبيت الأجهزة في مناطق معينة في المبنى، وقياس أداء الأجهزة وتقييم حجم الوفر الذي تم تحقيقه قبل نشر هذه الأجهزة في بقية المبنى بمجرد التأكد من كونها تحقق وفورات مالية. وتعليقا على ممارسات المجموعة قالت سيجليندا لوش "يوفر مقياس الطاقة مؤشرا واضحا لمقارنة أداء مبنى المجموعة بأداء المباني الأخرى.

إنشرها