حديث عن المحبة

من الضروري أن نربي أبناءنا وبناتنا على المحبة. فارق كبير بين من يقدمون دروسا في المحبة، ومن يوغرون القلوب، ولا تصدر عنهم إلا أفعال وسلوكيات تحرض على الكراهية. الحديث عن المحبة، يعني أن يبدأ هذا الإطار من دائرة الإنسان الضيقة، إذ تبدأ بالسعي الدائب لأن تحب نفسك، وتحب أسرتك، وتحب مجتمعك، وتحب مدينتك، وتحب وطنك، وتحب قيادتك.
نعم، هناك أناس يكرهون أنفسهم، وهذه الكراهية تظهر على الآخرين من حولهم.
إذن المحبة ليست مجرد شعار، إنها مجموعة سلوكيات تصدر عنك... وهذه السلوكيات هي من أوجب الواجبات على كل إنسان متحضر.
إن اهتمامك وحفاوتك بمن حولك دليل رقيك ووعيك.
والمحبة الصادقة والأصيلة، تبدأ بالمحيط الأقرب، وإلا فإنها تصبح مجرد نفاق اجتماعي لا معنى له.
أن تكون محبا لأسرتك، هي العتبة الأولى لمحبة الآخرين بصدق.
إن دخولك على الناس بمنتهى البشاشة. ومبادلتهم التقدير، يغدو ضرورة، لأنك أنت تستحق التقدير أيضا، حتى تحصل عليه لا بد أن تمنحه للآخرين.
إننا نواجه في هذا الزمن، صناعا للكراهية، أفرادا وجماعات وأحزابا ودولا.
كلهم سخروا أنفسهم لبث الكراهية، وتأليب الناس، والتحريش بينهم، ونشر السواد، وتكريس اليأس.
ولذلك فإن وجود الحب بين الناس، هو العلامة الفارقة التي تميز فردا عن آخر وجماعة عن أخرى.
إن رهانك دوما ينبغي أن يكون لإشاعة الابتسامة، ونشر السلام.
أعلم أن البعض قد لا يتقبل الابتسامة، والبعض قد يستكثر الرد على التحية اليومية (السلام عليكم).
لكن كل هذا ينبغي ألا يحبطك. الأقوياء هم الذين يغدقون الحب على من حولهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي