رسالة نورة

يبدو أن مقالتي الإثنين الماضي ٢١ تشرين الأول (أكتوبر) التي جاءت تحت عنوان هل نعرف أبناءنا؟ فتحت الباب للبوح.

كتبت لي فتاة اسمها نورة رسالة، أود أن أعيد نشرها، بتصرف كثير في الصياغة، مع الحفاظ على المعنى، تقول ابنتي نورة، عمري ٢٠ عاما. في مقالتك التي نشرتها الإثنين (الماضي) كنت تصف حالي مع أهلي. لا أستطيع أن أتفاهم معهم. نعم أنا أحبهم كثيرا. لكن أمي وأبي لا يفهمانني. بل إنهم يستفزانني. أوامرهما تشعرني بالضيق. كل كلمة يقولانها لي، تمثل عكس ما أتوقعه منهما.
أشعر باكتئاب لأن أبي دوما يحدثني عن الفشل والفاشلين. أنا مجتهدة. وضعي في دراستي الجامعية جيد.
أرغب دوما في البقاء في غرفتي لوحدي. أو مع صديقاتي التي أتعرف عليهن. هذا الأمر لا يعجب أمي. دوما تطلب مني أن أخرج من غرفتي. أنا أشعر بالراحة هناك.
أحد الأسباب أن الإنترنت يغطي مساحات أكبر للفرجة، والتواصل مع العالم.
أمي تعد أن إعجابي بفرقة BTS أمر شاذ. الأمر نفسه يصدق على انغماسي في netflix. لا أرغب في الاستماع إلى الأغاني الشعبية. مزاجي يرتاح إلى الأغنيات ذات الإيقاع السريع.
عندما نكون في السيارة مع السائق، تصر أمي على الاستماع إلى محمد عبده وعبادي الجوهر.
أبي يضع لنا في السيارة أغنيات شعبية قديمة. أنا لا أحب ذلك. دوما أفضل أن أجلس مع صديقاتي. نختار الأماكن التي تروق لنا. والأغاني التي نحبها. بدأت في الزهد باللقاءات الأسرية.
أنا أجد أن عالمي مختلف عن عالمهم. حتى مجموعات الواتساب الخاص بالأسرة، أنا موجودة فيها فقط من باب المجاملة. لا تروق لي الأحاديث التي يخوضون فيها. ولا المحتوى الذي يضعه البعض، وهو غالبا يرفض أشكال الترفيه الجديدة التي أحبها كثيرا. جيلنا مختلف كثيرا عن جيل أبي وأمي. وقناعاتنا متضادة.
انتهت رسالة نورة، وحذفت منها فقرات، وبقي النقاش مستمر، كيف نفهم بناتنا وأبناءنا، وكيف نجعلهم يفهموننا؟!
السؤال يبقى قائما.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي