الحرص ولا الندم

يغامر كثير من مستخدمي الاتصالات ومواقع التواصل بحياتهم في حالة غير مسبوقة من التعرض الشخصي للخطر، بسبب ما يمكن أن يحصل عليه لصوص المعلومات - سواء كانت معلومات مالية أو أسرية أو شخصية بعمومها. البساطة التي يمارس بها أغلبنا تعاملاتهم عبر الإنترنت، حذر منها مجموعة من الهاكرز، الذين قابلهم زميل مختص في أحد المؤتمرات ووجدهم لا يحملون أي من الأجهزة الذكية التي نتنافس على اقتنائها، بل والبحث عن الجديد منها.
التعرض للخطر يأتي بمجرد الاتصال بالإنترنت، وهذه حقيقة نغفل عنها، رغم كل التحذيرات من حولنا. الرابطة تتضخم باستمرار مع التعرض المستمر لهذه الوسيلة كبيرة الفائدة والخطر في الوقت نفسه، ولهذا فكل ما نشاهده اليوم من تحذيرات تبدو جديدة علينا. الأخطر أن هناك كثيرا مما لا نعلمه ونحن نكتشف مزيدا منه كل يوم.
شاهدت الفيلم الذي يحكي قصة موظف في المخابرات الأمريكية اسمه "إد سنودن". الفيلم يحكي قصة حقيقية ويرسل إشارات خطيرة تجعل كل واحد على مستوى الكرة الأرضية معرضا لخطر التدخل المخيف، الذي يمكن أن يحصل من أي مجموعة هاكرز أو أنظمة أخرى تعمل على تحقيق مكاسب بغض النظر عن مكانها ومصدرها. والأخطر منه استجواب رئيس "جوجل" في الكونجرس الأمريكي.
المعلوم اليوم أن هناك شبكات كبرى تنشأ في كل دول العالم لتداول معلومات الإنترنت، والأقمار الصناعية وتلكم الكميات الهائلة يوازيها التفوق في قدرات من يحاولون سرقة معلوماتنا والاستفادة منها، ومع ذلك نستمر في تعريض أنفسنا للخطر بسبب الراحة التي توفرها وسائل التواصل والتطبيقات التي وصلت إلى حسم المبالغ من حساباتنا، دون أن نعلم بفضل التقنية، التي تستخدم التخاطر والأبسط منها التي تستخدم الأشعة.
ما يصل كل واحد منا من رسائل مشبوهة، والجهد الذي تبذله أجهزة الحماية من المخاطر سواء في التوعية أو التعقب والعقاب، لا يزال أقل من أن يحقق الثقة التي يجب أن تتوافر لمثل هذا العمل لدى المستفيد النهائي. لهذا نجد كثيرا من حالات الابتزاز والسرقة التي تنفذ عن طريق الحصول على البيانات المقدمة من قبل الأشخاص كجزء من نشاط معين سواء في مجال التوظيف أو الإسهام في المسابقات وغيرها من عمليات تجميع المعلومات الشخصية.
لهذا أطالب بإيجاد وسيلة أكثر أمنا يمكن من خلالها أن نحدد من يحصل أي جزئية من المعلومات، خصوصا في الاستبانات المشبوهة التي تنتشر اليوم في كل مكان.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي