إيران خطر على اقتصاد العالم

لمثل هذا اليوم عملت السعودية منذ تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان مقاليد الحكم. فإذا كان العالم يعتمد اعتمادا كبيرا على إمدادات الطاقة، فإن المملكة بقيادة الملك سلمان، أطلقت حزمة خطط وبرامج تحت مظلة "رؤية المملكة 2030"، بإدارة وإشراف مباشر من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والغاية الأساس هي بناء الإنسان السعودي دون اعتماد على النفط مصدرا وحيدا للدخل، وقد تحركت المملكة بقوة في هذا المسار منذ عام 2017 وحققت الإيرادات غير النفطية نموا بأكثر من 150 في المائة، وفقا لتقارير صادرة بهذا الشأن، ومن المتوقع أن تتجاوز 300 مليار بنهاية عام 2019.
لذلك، من يراهن على أن الاقتصاد السعودي سيتأثر بما حصل من هجمات إرهابية على بعض المنشآت النفطية، فقد خاب، فالمملكة أصبحت اليوم في حالة اقتصادية مختلفة، ولعل ما ذكره وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، في أبوظبي قبل عدة أيام يؤكد ذلك، وأن المملكة ستواصل خفض إنتاج النفط بوتيرة تفوق حصتها في اتفاق "أوبك +". لهذا، فإن أتت هذه التخفيضات ضرورة لما تسببت فيه الهجمات الإرهابية، فإن المملكة - بالتأكيد - كانت على استعداد تام لمثل ذلك، بل إن المملكة دعت إلى الامتثال الكامل من الدول كافة للتخفيضات، لأن مثل هذا الالتزام سيكون له أثر إيجابي ومستدام في أسواق النفط العالمية. ولعل ما فعلته الهجمات الإرهابية هو المسار الذي كان يجب أن تسير فيه الأسعار لو تمت التخفيضات بشكل روتيني، فقد توقع محللون أن تحقق أسعار النفط ارتفاعات ملحوظة خلال الأسبوع الحالي وتعوض بذلك خسائر الأسبوع الماضي، بعدما أنهى خام برنت تعاملات الأسبوع على تراجع بنحو 2.1 في المائة والخام الأمريكي تراجع 3 في المائة.
وإذا كانت المملكة تعمل على كشف خطط الإرهاب في المنطقة، وكشف نياته للعالم، وأنها إنما تحاربه في اليمن من أجل منح الحكومة الشرعية هناك القدرة على تحجيم أثره، وكبح جماحه، فإن العالم اليوم من جانبه آن له أن يدرك خطر هذه الفئة فيما لو تم منحها وسائل حركة أوسع وحرية تطوير أسلحتها. وعلى الرغم من أن مثل هذه الأضرار تعرضت لها ناقلات نفط وتم تهديد الممرات المائية العالمية في المنطقة أكثر من مرة، إلا أن ردة فعل المجتمع الدولي لم تكن كما يجب. ومع تنامي خطر الإرهاب في المنطقة، فإن الإنتاج السعودي قادر على التعافي والتغلب على تداعيات هذه الهجمات، كما صرح بذلك لـ"الاقتصادية" العضو المنتدب لشركة "كيو إتش آي" لخدمات الطاقة، إلا أن استمرار هذه الفئة في هذه التصرفات والأعمال العدائية للعالم، أمر شديد السلبية على أمن الإمدادات واستقرار السوق، ما يرفع درجة المخاطر الجيوسياسية في المنطقة ويرفع الأسعار ويهدد الاقتصاد العالمي، الذي يعاني اليوم بشدة من جراء الحرب التجارية.
ولأنه لا يوجد اقتصاد في العالم لديه الرغبة في إخفاق الاقتصاد العالمي أكثر من إيران وأذنابها - كما أشار إلى ذلك مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي - فإن على الجميع تحميل إيران مسؤولية الهجوم على مواقع نفطية في السعودية، وأنه على العالم أجمع إدانة هجوم إيران على إمدادات الطاقة العالمية. هنا ندرك تماما أن من هدد المنشآت الحيوية للمملكة يعرف تماما قدرة الاقتصاد السعودي ومخزوناته على امتصاص أي صدمات من هذا النوع، لكن الاقتصاد العالمي المثقل قد يتهدد بمثل هذه التصرفات والأعمال العدائية، ولا بد أن يأخذ المجتمع الدولي دوره في المحافظة على إمدادات الطاقة ضد الجهات الإرهابية، وأن يدعم تماما دور المملكة في محاربة الجماعات الإرهابية.
خلاصة القول، إن نظام الملالي في إيران هو نظام همجي إرهابي، لا يعرف غير الردع وبقوة حاسمة، فمتى يضطلع المجتمع الدولي بمسؤولياته في مواجهة إرهاب إيران، الذي لا يهدد السعودية وحدها، إنما يهدد العالم أجمع؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي