«القدية» .. استراتيجية اقتصادية وانطلاقة عالمية

"6 فلاجز" ليست مجرد متنزه وألعاب ترفيهية، بل مشروع اقتصادي جبار متكامل، فالترفيه كصناعة أصبحت تنافس أهم القطاعات الاقتصادية الأخرى في العالم، بل لعلها مصدر أساس للدخل ونمو الناتج المحلي في بعض الدول. الاقتصاد السعودي ولفترة طويلة من عمره لم يكن ينظر إلى السياحة والصناعات المرادفة لها كمصدر للدخل الوطني بل لعلها في أحسن الأحوال كانت محاولات من أجل ذلك، لكن التحولات الاقتصادية الحديثة للاقتصاد السعودي بقيادة الأمير محمد بن سلمان جعلت السياحة في مقدمة الصناعات التي تهدف المملكة إلى توطينها، لكن وفقا لعمل احترافي وتكامل في كل الصناعات واستخدام كفء للموارد ودعم لوجيستي. هذا التصور المتكامل لصناعة السياحة والترفيه وضحه الرئيس التنفيذي لشركة القدية للاستثمار في المؤتمر الصحافي الذي عقد في "القدية" عندما أشار إلى أن "القدية" ليست مجرد متنزه وترفيه بل هي استثمار في المال والمكان والشباب السعودي.
فمدينة "6 فلاجز القدية" استثمار للمكان الذي يعد أحد أبرز المواقع على مشارف الرياض، لتصبح معه عاصمة الترفيه والرياضة والفنون، وهذا تطلب أن تكون "القدية" مكانا لأكبر استثمار على الإطلاق في مدينة واحدة لـ"6 فلاجز" في أي مكان في العالم كما أشار إلى ذلك الرئيس التنفيذي للمشروع، ولهذا فإننا على موعد عام 2023 موعد افتتاح أكبر مدينة ترفيهية تحطم كثيرا من الأرقام القياسية في مجال الأنشطة الترفيهية العائلية في المملكة لما توفره من خيارات متنوعة ما بين الألعاب ومعالم الجذب الموزعة على مناطقها الست المميزة وعلى مساحة تبلغ 32 هكتارا وهي "مدينة التشويق" و"الينابيع الغامضة" و"مدينة البخار" و"حدائق الغسق" و"وادي الثروات" و"المعرض الكبير" إضافة إلى "القلعة".
لعل أهم ما يميز المشاريع الاقتصادية قدرتها على توفير فرص عمل ودخل للمواطن، و"القدية" كمشروع اقتصادي جبار تعمل على ذلك بشكل واضح فإدارة المشروع والأنشطة والفعاليات والمراكز التجارية ستوفر جميعها أكثر من 17 ألف وظيفة، ولأن صناعة الترفيه السياحي صناعة جديدة في المملكة فإن التدريب وتطوير المواهب يعد أحد أهم المكاسب المنتظرة منه، وهنا يؤكد الرئيس التنفيذي أن هناك 800 وظيفة بدوام كامل لهذا الغرض بالذات، وأنه تم فعلا ترشيح 60 طالبا سعوديا في بعثة إلى كلية روزن في جامعة سنترال فلوريدا ليبدأوا دراسة البكالوريوس في تخصص إدارة الضيافة لمدة أربعة أعوام، ليتزامن وقت تخرجهم مع افتتاح "القدية"، وبالتالي ستكون لديهم شهادات مختصة في إدارة الضيافة، ومنحهم وظائف في مدينة "6 فلاجز" الترفيهية.
مشروع القدية يمثل تجربة اقتصادية متكاملة، والعقود الخاصة بمشروع "6 فلاجز" ستتنافس فيها الشركات المحلية والأجنبية، ومن المؤكد أن يكون للمحتوى المحلي دور كبير في دعم كل مراحل بناء المشروع، كما حظي المقاولون السعوديون بجميع الأعمال الإنشائية التي تمت حتى الآن، وهذا التوجه حتما سيدعم القطاع الخاص والصناعات المحلية إذا استطاعت التجاوب سريعا مع مثل هذه المتغيرات والمستجدات على أنه في حال لم تتوافر متطلبات المشروع في السوق المحلية فإن مشروع القدية سيكون جاذبا قويا لأفضل الشركات العالمية لتوريد منتجاتها والاستفادة من السمعة الكبيرة التي يحظى بها المشروع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي