السعودية ومصر

يبدأ خلال الفترة المقبلة تشغيل الخط البحري بين السعودية ومصر، وهو يختصر المسافة بين ميناءي مقنا السعودي ودهب المصري إلى نصف ساعة. تقع مقنا شمالي المملكة، وهي قريبة من المشاريع السياحية الجديدة في "نيوم" و"العلا". يسهم الخط البحري في دعم العلاقات المشتركة، ويشجع الحركة السياحية، ويسهل على كثير من مواطني الدولتين الوصول إلى مبتغاهم عن طريق المراكب السياحية والعبارات التي تعطي حرية أكبر في نقل السيارات والأفراد.
هذا الخط الملاحي الذي يضاف للخطوط الملاحية الأخرى ويضاف للخط البري الذي تعمل الدولتان على تنفيذه، يعطي مؤشرات مهمة على مستقبل يحمل كثيرا من العلاقات الودية ويدعم الترابط بين شعبي المملكة ومصر، وهو يؤكد اهتمام قيادتي البلدين باستمرار وتعزيز هذه العلاقة ذات الطابع المختلف.
تبقى مصر العروبة المقصد المهم لكثير من أبناء المملكة، هذه الحقيقة يعرفها كل من يزور مصر. يعيش عدد غير قليل من السعوديين في مصر ففي القاهرة وحدها يوجد بصفة مستمرة أو متقطعة ما يزيد على 500 ألف مواطن سعودي، وهذا أمر معلوم ومهم لمعرفة خصوصية علاقاتنا التي تمتد منذ العصور الأولى للدولة الإسلامية. هناك في مصر يجد المواطن السعودي الحب والاحترام والعناية الخاصة التي يتميز بها لدى كل الشعب المصري.
هنا في السعودية يعمل عدد كبير من أبناء مصر ويسهمون في مجالات مختلفة، وبما يقارب مليون ونصف المليون مواطن مصري يلقون الحب والقبول والاحترام. المعلوم لدى كل السعوديين أن المصريين ذوو شخصية مميزة ولهم من المساهمات في الاقتصاد كثير.
بعيدا عن كل هذا تبقى العلاقة التي تربطنا من أوثق وأهم العلاقات في العالم العربي، وما المشاريع التي يمولها السعوديون في مصر إلا تجسيد للدور الذي يمكن أن يمارسه أبناء البلدين، ولقد أكدت ذلك الأيام وشاهدنا كثيرا مما يجمع البلدين وأهلهما.
إذا فهذه العلاقة ذات الخصوصية والأهمية ستستمر في إظهار مزيد من العناية والاهتمام بالتقارب بين المواطنين في الدولتين، والمشهد سيؤكد ذلك في المستقبل إذ إن الثبات على السير للأمام الذي يؤكده كل مشروع جديد يسر شعبي البلدين وييسر لهم التقارب ويؤكده كعنصر ثابت ومهم في منطقتنا العربية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي