السعودية .. عملاق الشرق الأوسط

أظهرت الدراسة الأخيرة لمجلة "يو إس نيوز" التي ضمنت المملكة بالمرتبة التاسعة في قائمة أقوى دول العالم، ما هو موجود على الأرض فعلا؛ فالسعودية تتمتع بمكانة إقليمية وعالمية بنيت على مدى عقود، ووصلت لأوجها في السنوات الماضية، من خلال الاستراتيجية التي اعتمدتها القيادة العليا في البلاد. أي إنها عززت موقع المملكة على كل الساحات، كما كرست دورها في كل المسائل الحيوية العالمية والإقليمية، وتفوقت في كل القضايا التي اهتمت بها وعالجتها، وأسهمت بصورة مباشرة في صناعة القرار العالمي، بما في ذلك على صعيد مواجهة الأزمات والتحولات والمتغيرات، ووضعت أسسا عملية إرشادية لحل النزاعات، ولم توفر جهدا في تكريس الأمن والسلم العالميين. وتنطلق من هذا كله على أساس ما تتمتع به، وتملكه من إمكانات على مختلف الأصعدة، إضافة طبعا إلى المسؤولية التي ألزمت نفسها بها.
لم تبتعد السعودية مرة واحدة في تاريخها عن مسؤولياتها، بل بالعكس، كانت تطور الأدوات للقيام بهذه المسؤوليات بما يتوافق مع الحقائق على الساحة. واعترفت بلدان مجموعة العشرين "مثلا" في غير مناسبة، بأن المملكة تتصدر الدول الأكثر التزاما بتعهداتها، والأكثر حرصا على الوصول إلى النتائج المطلوبة على هذا الصعيد أو ذاك. وعلى هذا الأساس "وغيره"، تعاظمت إمكاناتها، وتصاعد دورها، وتكرست محوريتها الإقليمية والعالمية. كانت "ولا تزال" شريكا رئيسا في الحرب على الإرهاب، وحماية الاقتصاد العالمي، ورفع الظلم عن هذه البقعة من العالم أو تلك، كما أنها تتصدر دائما الدول الحريصة على إحقاق الحق وبسط العدل. لم تكن لها أجندات سرية أبدا، فهي دولة مسؤولة بمعايير دولية كبرى، ولم تتبع إلا الأسلوب الذي قامت عليه الدولة وهو الوضوح والصراحة والمباشرة.
تصنيف المجلة الأمريكية الأخير للمملكة، جاء ليؤكد ما هو مؤكد فعلا؛ أن المملكة صنعت تحالفات أفادت الوطن والوضع العالمي ككل، وتحركت دائما وفق موقعها الإقليمي كـ"عملاق الشرق الأوسط"، بموجب مكانتها العالمية الكبرى المتعاظمة. وكل هذا يستند إلى حقائق القوة والنفوذ والتأثير. أي إنه آت من الواقع لا من الأوهام. وهو واقع يعترف به العالم كل يوم، ويتعامل معه على أساس وجوده، لا وفق الاحتمالات. هذا الواقع عزز الثقة بالمملكة على مختلف الساحات، وزاد أكثر بحزم السياسات التي تتبعها القيادة الحكيمة. إنها سياسات للبناء والعمل والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، والتحرك المتواصل لجعل العالم أفضل. هذا هو قدر الدول الكبرى، وهذه هي مسؤولية قياداتها. ومن هنا، فإن احتلال المملكة المركز التاسع في القائمة التي نشرت أخيرا، جاء متوافقا مع ما هو موجود حقا على الأرض.
السعودية الدولة الكبرى تنجح على الساحتين العالمية والإقليمية بحكم كل ما تتمتع به من قوة ونفوذ، وتتقدم بصورة أصبحت مثالا يحتذى على الساحة الداخلية من خلال "رؤية المملكة 2030" وبرنامج التحول الذي صاحبها. الإنجازات السياسية والاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية تتحدث عن نفسها، وهي إنجازات لها أدواتها التي لا حدود لها من حيث القوة والإنتاج، والوصول إلى الأهداف التي وضعتها القيادة، ليس للجيل الحالي بل للأجيال المقبلة. لا حلول وسط في مسألة جودة المخرجات. فمكانة السعودية تحتم عليها دائما أن تقدم ما هو أفضل وأجود وأكثر استراتيجية على مختلف الأصعدة. إنها الحقائق التي وضعت المملكة في مقامها الذي تستحقه، وكذلك التاريخ الذي صان هذا المقام، وقدم الأمثلة المباشرة للدول التي ترغب في النجاح حقا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي