إعلان بمليون دولار

حقق الشاب الأمريكي بيت إنجيفين إيرادات تجاوزت مليون دولار خلال العام 2018، وبما أنه كان يعمل في صناعة الآيسكريم "غريب المذاق"، نشر فيديو عن منتجه في "يوتيوب" لتنتشر المعلومة بين الناس ويحظى بكم هائل من الزبائن. اضطر معها لتوظيف عدد أكثر من الموظفين.
هنا أتذكر "جاك ما" مؤسس شركة علي بابا، الذي أطلق موقعه على الإنترنت بعد أن فقد الأمل في كل الوظائف التي تقدم لها. حتى إن إحدى الشركات لم توافق على توظيفه كعامل في أحد مطاعمها. كان "جاك" ضمن 20 متقدما للوظيفة التي قبل فيها 19 موظفا ورفض هو بالتحديد.
إثبات واضح أن الرزق الذي يكتبه الله للواحد قد يأتي من حيث لا يتوقع، بل قد يكون من حيث يكره وينطبق عليه قول الله تعالى "وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا". هذه المفاهيم التي تربينا عليها، ضرورية اليوم كمسيّرة لمفاهيم الشباب والكبار ولتجعل من العمل والجهد والبذل والمعاناة وسائل لدعم الإيجابية في النظر للأمور.
هذان شخصان يمثلان "عينة" من ملايين البشر الذين تغيرت أمورهم وأحوالهم بنقلة بسيطة جعلتهم في المقدمة. العينات الأخرى الأكثر تأثيرا في العصر الحالي كثيرة، ويمكن لكل قارئ أن يتذكر مجموعة ممن يعرفهم أو من اشتهروا على مستوى العالم بما يظنه البعض حظا، وهو قدر كتبه الله، وما دور الواحد فيه سوى أنه سخر للوصول إلى هذه النقطة التي ينطلق منها.
"بيت" هذا لم يقدم شيئا باهرا، وإنما خرج على مألوف المجتمع، وقدم نكهات غريبة لم يكن أحد يرى أنها جزء من مجال السكاكر التي تسيطر على سوق الآيسكريم؛ فأغلب نكهاته تعتمد على الخضار وليس الفواكه كما تعودنا.
وجاك دخل في مجال غريب عجيب في وقته، حيث كون منصة يتقابل فيها البائع والمشتري، ليصبح بذلك أول موفق بين الطرفين على الإنترنت، وفي عالم افتراضي لم يكن الكثيرون جاهزين لتجربة النجاح فيه.
تستمر الحياة، ولنا جميعا فيها العبر والعظات، والمهم أن يعلم الجميع أن المحاولات هي أساس تحقيق النتائج. ما لم يكن الواحد مستعدا للمحاولة والتجربة فهو لن يعلم ما فاته، وقد يأتي عليه يوم يقول فيه يا ليتني فعلت، وحينها يكون قد فات عليه الأوان.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي