خادم الحرمين .. والتنمية المتوازنة للمناطق

نثر أهل القصيم أروع صور التلاحم بين القائد وشعبه، بين خادم الحرمين الشريفين وبين رعيته، وبآيات الذكر الحكيم دستور هذه البلاد يلتقي الشعب مع الملك. لقد كان احتفال أهالي القصيم بزيارة خادم الحرمين الشريفين ثوب عزة وفخر اكتست به القصيم، ومدنها وقراها، وفاخرت به غيرها من مدن المملكة، تلك القصيم المعروفة بأهلها وعلمها وأسرها ومواقفهم الوطنية المعروفة. ورغم هذا الفخر الذي تستحقه القصيم بلا شك، فإن باقي المناطق تشعر بشعور الوطن الواحد، ذي الجسد الواحد إذا فرحت واستبشرت منه منطقة استبشرت معها المناطق الأخرى لها.
"سر أيها الوالد القائد ونحن خلفك سائرون مطيعون"، وكما يقال في أهازيج العرضة السعودية "تحت بيرق سيدي سمعا وطاعة". هذه العبارات الصادقة التي قالها الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود أمير منطقة القصيم ورددتها القصيم معه حتى عمت الأرجاء فليس منا من يشق الصف، وقد بايع الشعب وأقسم صادقا على عهوده بآيات الذكر الحكيم، ورفع الأيادي بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين بالعون والتوفيق والنصر والتمكين، في امتداد لمنهج رسمه الملك عبدالعزيز وأبناؤه البررة بين الشعب السعودي وقيادته ومنهج ترسخ وتأصل على مر الزمان والأجيال، راية عز وفخر يحملها جيل عن جيل.
تأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين لمناطق المملكة وجميعهم يرددون تلك العبارة الشهيرة (والله ما يردني إلا سلمان)، وطالما كان سلمان الحزم والعزم يضع العدل نصب عينيه، ويحارب الفساد بمنهج عدل واضح في أعمال الحكومة، الملك سلمان معروف بمنهجه الصارم ومساواته بين جميع فئات الشعب، أرسى مناهج اقتصادية أصبحت تدرس كأمثلة حية على التوزيع العادل للدخل فقد أنشأ نظام حساب المواطن الذي أكد من خلاله حصول المواطن على نصيبه العادل من الدخل الذي يضمن له حياة كريمة وأيضا تم حجب هذا الحساب عن الذين يحصلون على عوائد ودخل كاف، وتتم مراجعة هذه القواعد كل فترة، وهذا على المدى الطويل سيعالج الفروق بين الطبقات الاقتصادية بشكل جوهري وأيضا يساعد على تحرير الاقتصاد وكذلك الالتزام بالاتفاقيات الدولية بشأن الدعم.
لقد رفع الملك سلمان شعارا منذ بداية عهده الميمون هو التنمية المتوازنة في جميع المناطق تنمية مستمدة من المكونات الطبيعية والمزايا التنافسية التي تنعم بها كل منطقة، ولهذا دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في قصر الوادي في القصيم أكثر من 600 مشروع بقيمة تجاوزت 16 مليار ريال تنوعت بين مشاريع تنموية وتعليمية وخدمية وفي قطاع الإسكان، كما شملت السياحة والتراث الوطني، والبيئة والمياه والزراعة وافتتاح مشروعي إسكان محافظة عنيزة الذي تبلغ قيمتهما أكثر من 338 مليون ريال إضافة إلى افتتاح 28 مشروعا لجامعة القصيم وتدشين خمسة مشاريع جديدة بتكلفة تزيد على ثلاثة مليارات ريال، ويستفيد من هذه المشاريع أكثر من 150 ألف طالب وطالبة، وغيرها كثير.
لقد جاءت جموع أهالي القصيم مرحبين وشاكرين على ما حظيت به المنطقة من تنمية مشهودة ولقد شهدت المنطقة تطورات صناعية وزراعية وتسويقية مذهلة ومع تدشين المشاريع الجديدة بهذه المبالغ الضخمة فإن القصيم أمام تنمية كبيرة واعدة، وكما قال رئيس المحكمة العامة فإن المنطقة تستحق ما حظيت به وتعد بالكثير، ولا غرو أن تفاخر القصيم بإنجازاتها وشبابها فمنهم من حصل على جائزة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن وجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لعام 1438هـ، وتفتخر القصيم بابنة الوطن أول مهندسة صواريخ في الخليج والمتعاونة مع وكالة ناسا الفضائية عن الصورايخ النووية السلمية وفي التطوع تجد القصيم في التبرع. حق لأهالي القصيم ولغيرهم من أهالي المناطق الأخرى التي يزورها خادم الحرمين الشريفين أن يكونوا سعداء بوجود الملك سلمان بينهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي