«نيوم» .. مدينة عالمية سبقتها سمعتها

مدينة "نيوم" - أو لنقل عالم "نيوم" - ليست مدينة المستقبل، بقدر ما هي مدينة الإلهام والإبداع، وهي ساحة عامرة بكل الأدوات التي تكفل تحقيق الأهداف، لأن كل مخططاتها واقعية، وكل آلياتها حقيقية، تضاف إليها إدارة اعتمدت استراتيجية النجاح، وضربت أنصاف وأرباع هذا النجاح. الإشراف المباشر لولي العهد الأمير محمد بن سلمان على هذا المشروع الهائل، يوفر كثيرا من الامتيازات، ولا سيما أنها مرتبطة بتوجيهات مباشرة، ورؤية بآفاق لا نهائية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. كما أن ولي العهد يمضي قدما على جميع الساحات بعزيمة شابة حكيمة واعية واقعية، من أجل إتمام عملية البناء الكلية، هذه العملية التي تستند أساسا إلى "رؤية المملكة 2030" وبرنامج التحول المصاحب لها. وهي "رؤية" لاقت كل إعجاب من البلدان المتقدمة، وتلك التي حققت نجاحات محورية سابقة.
مدينة "نيوم"، انطلقت من أجل مستقبل تستحقه المملكة بمواطنيها. مستقبل يحتضن كل الإمكانات المتوافرة على الساحة الوطنية، ويجلب الاستثمارات من الخارج أيضا. فالجهات الاستثمارية العالمية وجدت في هذه المدينة كثيرا من الفرص، كما أنها تسعى في الوقت نفسه إلى المساهمة المباشرة أيضا في الأفكار والإبداعات التي توفرها الأرضية الخاصة ببناء "نيوم". إنها - ببساطة - مدينة الابتكار والعزم والسياحة والثقافة، كما أنها تتسع لكل مساهم مبدع بصرف النظر عن أي اعتبارات ضيقة. إنها مفتوحة من أجل المستقبل، وهي تبنى بذهنية المستقبل، بما في ذلك - بالطبع - استحقاقات هذا المستقبل ومتطلباته. كان طبيعيا إقدام عدد كبير من الجهات للمساهمة في "نيوم"، لأنها توفر ساحة لا تشبهها أخرى في العالم.
مدينة "نيوم" عالمية خالصة تقام على أرض المملكة. وهي عالمية ليس فقط من ناحية دور الجهات الدولية فيها، بل أيضا من ناحية التوجهات السعودية المحورية التي اتخذتها القيادة في كل المجالات. إنها مركز عالمي بكل ما تعنيه الكلمة، وهي حاضن لكل من لديه القدرة على أن يقدم شيئا قيما لهذه المدينة. انطلقت أعمال البناء فيها، والعالم يتحدث عنها كأنها استكملت تماما، وهذا يعود إلى الأثر الذي ستحدثه عندما تستكمل بالفعل. هي باختصار مدينة كل حالم، كما قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لأن الحلم لا حدود له، و"نيوم" توفر الأرضية والإمكانات والأدوات والتشجيع لتحقيق الحلم الذي يصب في النهاية في الوصول إلى الأهداف. كل هذا يجري، والعوائد الاقتصادية لها ستكون كبيرة جدا، تتوازى مع طبيعتها ومكانتها وفرادتها على الساحة العالمية.
المشاريع الهائلة التي تتضمنها "نيوم" توفر روافد اقتصادية متعددة، سواء على الصعيد التشغيلي أو المالي. والسعودية التي تمضي بخطوات قوية نحو إنهاء البطالة، عبر مشاريع وإجراءات متعددة، ستلقى دعما كبيرا في هذا المجال من "نيوم" نفسها، لأنها ستوفر آلاف الوظائف للسعوديين على كل المستويات. والسعوديون يمتلكون الإمكانات اللازمة بأعلى معايير الجودة. يضاف إلى ذلك، أنها ستستقطب الزائرين والسياح من كل بقاع الأرض، الذين سيجدون فيها ما يرضيهم، بل ما يبهرهم. والحق أن المملكة عانت في العقود الماضية من عدم وجود مناطق تستقطب السياح، فضلا عن القوانين التي كانت سائدة ولا تسمح بتدفقهم.
مدينة "نيوم" ستكون رمزا عالميا لكل ما هو إنساني وابتكاري وإبداعي وتطويري وسياحي وثقافي. إنها المدينة العالمية التي لا تحتاج إلى تسويق نفسها، فسمعتها كافية للقيام بذلك.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي