مصيرنا واحد

أثبتت السنوات القليلة الماضية تضاعف حجم العلاقة والاعتمادية بين دولتي السعودية والإمارات. هذه العلاقة التي تحدت اختبارات الحرب والسلام وتجاوزت كل الصعوبات لتثبت للعالم أنها مبنية على أسس فريدة وقواعد لا يمكن لأحد أن يقلل من أهميتها.
الدور المهم الذي تلعبه الدولتان في حفظ السلام وإيقاف التدخل الخارجي وضمان أمن واستقرار المنطقة كلها، جاء ليتحدى كل محاولات فرض الأمر الواقع من قبل قوى إقليمية تطمح للحد من الأثر الإيجابي للتعاون والتنسيق العربي. عندما جاءت ساعة الخطر وبحث كل عن صديق، برزت الدولتان بقلب واحد وجسد متماسك أمام كل التحديات.
ما شاهدناه من القيادتين والشعبين خلال السنوات الماضية لم يكن سوى تأكيد للتاريخ العميق والمشترك الذي جمع الوطنين خلال سنوات الرخاء والشدة. لقد تجاوزت هذه العلاقة كل التوقعات، ومع ازدياد محاولات المرجفين للإساءة لها، كانت الحقائق على الأرض تزيد المغتاظين غيظا وتزيد المحبين سعادة وسرورا.
هذا المجلس مجسد حقيقي لما رأيناه خلال العقود الماضية، ومؤكد لما عايشناه في سنوات "عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل" من تلاحم وتعاظم في المشتركات. إدراك قيادتي البلدين للمخاطر المحيطة وتوافق الرؤى فيما يتعلق بمستقبل المنطقة وأهمية توفير الأمن والسلم فيها، يجعل المجلس تحت ضغط تثبيت القواعد والبناء على المشتركات، ودحر كل محاولات التفرقة من أي مكان أتت. يضع كذلك المواطنين في موقف له من الهيبة والأهمية الكثير.
العقلانية والتحضر الذي تتعامل بهما الدولتان مع الأزمات المحيطة ومستقبل الأبناء والأحفاد ومحاولات ترسيخ الاهتمام بالمستقبل والابتعاد عن الفتن والمفتونين بها، تجعل المهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة. توفرت للمجلس كل إمكانات النجاح من القيادتين والشعبين، وهو بهذا يكتب التاريخ الجديد للمنطقة، ويسهم في دفع تأثيرها الإيجابي في عالم الغد.
كل ما نشاهده من آمال تعقد وتوثق في المجلس وكل من سيعملون تحت لوائه، سيشهد لهم الأبناء والأحفاد كمساهمة من جيل اليوم لمستقبل أفضل لجيل الغد. ولعل النجاحات التي نتوخاها تكون دافعة لكل دول المنطقة نحو التفكير العقلاني والبعد عن المؤامرات ومحاولات التدخل في شؤون الآخرين. ولا سيما أن شعوبهم ملت من هذه التدخلات ولم تعد راغبة في خسارة مزيد من المال والأبناء في محاولات استرجاع أحلام لم يعد لها مكان في عالم اليوم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي