ساعة ذكية تعمل بالطاقة الشمسية

يبدو أننا ظللنا نفكر في إمكانية تصنيع ساعات ذكية تعمل بالطاقة الشمسية لسنوات، ولكن حتى الآن لم نرَ أي ثمرة لهذا التفكير. وأشيع أن شركة سيتيزن ستطلق هذه الساعة في أواخر العام الماضي، وكانت شركة فيكتور ــ قبل أن تستحوذ عليها شركة فيتبيت للمساعدة على بناء ساعتها الذكية الشهيرة ــ تعمل على ما يبدو على ساعة تعمل بالطاقة الشمسية كذلك.
والساعة التي نتحدث عنها اليوم تستمد طاقتها من أول لوحة شمسية شفافة في العالم من إنتاج شركة صن بارتنرز للتقنية، وقد تغنينا تماماً عن اللجوء للشواحن. وشركة لونار LunaR الأمريكية الناشئة أصبحت مستعدة لجعل هذه الأفكار حقيقة واقعة، حيث طرحت استثماراً يستهدف جمع 50 ألف دولار أمريكي لإنتاج ما تقول إنها أول ساعة ذكية تعمل بالطاقة الشمسية في العالم. وتتميز هذه الساعة الهجين بلوحة شمسية شفافة قادرة على حصاد الضوء من الشمس وكذلك الضوء الاصطناعي لإنتاج الطاقة. وهي تأتي مزودة بشاحن وكذلك بطارية احتياطية، ولكن إذا بقيت في الضوء فلن تحتاج إلى أي من ذلك.
وتتضمن المميزات الرئيسة للساعة الذكية التي تقدمها شركة لونار، عرض إشعارات ضوئية للرسائل والمكالمات وتحديثات مواقع التواصل الاجتماعي، كما أنها تعمل أيضاً بمنزلة جهاز تتبع للياقة البدنية عبر مراقبة عدد الخطوات والمسافة المقطوعة والسعرات الحرارية المستهلكة وساعات النوم. ويمكنك تتبع أوقات شروق الشمس وغروبها من خلال اللوحة الشمسية التي ستقوم أيضاً بالتنبيه عند ضرورة التوجه إلى الخارج وإعادة الشحن.
واستلهمت شركة لونار فكرة هذه الساعة من الدورة الدائمة للشمس والقمر. وفي حين صرحت شركة لونار، بأن ما أنتجته هو نموذج أولي، فإن التصميم يشبه إلى حد كبير المنتج النهائي حيث يبدو حالياً في حالة جيدة جداً. ومثل كثير من الساعات الذكية الهجين يكمن التحدي في تحقيق التوازن بين إنتاج ساعة جميلة الشكل ومعالجة التنازلات التصميمية التي تستدعيها، إضافة تقنيات تشغيل الساعة الذكية.
ولدينا الآن ساعة يد تجمع بين المظهر الجذاب لساعات اليد الكلاسيكية ووظائف الساعة الذكية الحديثة. ولأنها تلتقط الضوء الطبيعي والاصطناعي على حد سواء، فقد أصبح من الممكن أن تستخدمها لسنوات دون الحاجة إلى شحنها. وعلى عكس عديد من الأجهزة الهجينة تعتمد هذه الساعة على الحركة الميكانيكية، لذا ستحتاج إلى تحريك زر ضبط الوقت لتعيين الوقت بدلا من مزامنته مع الوقت على هاتفك. وإضافة إلى زر ضبط الوقت فهناك زران إضافيان يستخدمان لبدء تتبع النشاط وعرض الوقت الرقمي.
وتدمج شركة لونار بين مميزات الساعة الذكية ونظام الشحن بالطاقة الشمسية وجماليات الساعة التقليدية. ويمكن لهذه الساعة أن تمتص الضوء من الشمس عندما تكون في الأماكن المفتوحة أو أن تمتص الضوء الاصطناعي من خلال اللوحة الشمسية الشفافة الرقيقة جدا. وعقدت شركة لونار شراكة مع شركة صن بارتنرز للتقنية لاستخدام تقنيتها العاكسة Wysips، وهي وحدة ضوئية شفافة تنتج بأشكال مستطيلة ومربعة أيضاً ولا تؤثر في التصميم العام للساعة الذكية. وهذه الشركة هي نفسها التي كانت شركة فيكتور تعمل معها عندما كانت تسعى إلى تعزيز عمر بطاريات ساعاتها الذكية.
أما طريقة عمل هذه الساعة فهي بسيطة جداً، فكل ما عليك هو الخروج إلى مكان مفتوح والتأكد من أن شاشة الساعة غير مختبئة أسفل قميصك، وعندها ستبدأ الساعة في امتصاص الضوء لتخزينه في البطارية القابلة لإعادة الشحن. وستحتاج إلى مراقبة عملية حصاد الضوء هذه من خلال تطبيق الهاتف الذكي "المتوافر لنظامي iOS وAndroid" حيث سيبدأ العمل بمجرد اكتشاف ضوء الشمس، وستشاهد حركة رمز الشمس الصغير على لوحة بيانات التطبيق في إشارة إلى سير عملية امتصاص الضوء.
وستسجل الساعة أيضا مقدار الوقت المستغرق تحت الشمس بالدقائق، إلى جانب حالة الشحن ومستوى البطارية. ومثل كثير من الأجهزة الهجينة تركز الساعة على الإشعارات ومميزات تتبع اللياقة البدنية، حيث يومض ضوء LED عند موضع الساعة الـ 12 عندما يصدر إشعار من الهاتف.
ووعدت ساعة شركة لونار الذكية بتقديم حل لعمر بطاريات الساعات الذكية السيئ، ويبدو أنها نجحت في ذلك على الأقل بالنسبة للساعات الذكية الهجينة. وعند تخيل محاولة دمج التقنية نفسها التي تعمل بالطاقة الشمسية داخل ساعات شركة أبل أو الساعات التي تعمل بنظام أندرويد بشكل خفي نجد أن الأمر يشكل تحديا أكبر. لكن الحقيقة أن لدينا الآن في الواقع مثالاً عملياً لعرض التقنية التي تعني أن أيام الشحن الليلي والشواحن الخاصّة يمكن أن تذهب بلا رجعة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي