الحبل السري من الخرافة إلى العلم

دارت عبر التاريخ أساطير وقصص وخرافات حول الحبل السري، وأغلب القصص حوله كان لها أصل وثني. وترتبط هذه الأساطير بموروث إنساني يعود لعشرات الآلاف من السنين، حيث تتشابه في كل من الصين والهند وبلاد فارس وبابل وبلاد الفينيقيين. انتقلت هذه الأساطير إلى العرب من الفينيقيين الذين اعتقدوا أن الكائن المسمى ''آكاديا'' ويسمى باللاتينية لامي وبالعربية القديمة لمياء، كان يخطف الأطفال من ذويهم ويتسبب في موتهم، لهذا كانوا يقدمون له الحبل السري للمولود قربانا في المعابد الوثنية، ثم نقل دفن الحبل السري من المعبد إلى المسجد مع دخول الإسلام، وحتى المسيحيون يدفنونه ولكن في الكنيسة، تبركا بالمكان وحماية للمولود.
كانوا يعتقدون أن الحبل السري يلخص حياة المولود وأن بإمكانهم قراءة كلمات من خلاله تدل على مستقبل ذلك الطفل، لذا لا يجوز أن يقع الحبل السري في يد عدو فقد يستخدمه في إيذاء المولود والتأثير سلبا في مستقبله فيسبب له العمى أو العجز أو نقص النمو!
ويجب الحذر من أن يرمى فتأكله الحيوانات مثل القطط وهذا يعتبرونه فال شر على الطفل ويعني أن يموت طفلا أو في عز شبابه!
وتروي إحدى القصص أن أما أوصت جارتها الشابة برمي الحبل السري لابنها بعد وضعه في كيس في كلية الطب البشري لتكون بارقة أمل في أن يصبح ابنها طبيبا.
فهناك اعتقاد قديم وشائع أن الشخص يكون لديه ارتباط روحي بالمكان الذي دفن فيه سره!
كما اعتقدت بعض الشعوب أن الحبل السري يجلب الحظ فعمدت إلى وضعه في كيس المال أو المحفظة لجلب الحظ والسعادة للمولود وزيادة المال!
خفت هذه المظاهر فترة من الزمن لتعود مرة أخرى إلى السطح بعد أن بدأ علماء أمريكا وأوروبا بدراسة تركيبة الحبل السري وفوائد الخلايا الجذعية التي يحتويها، فهي خلايا غير متخصصة وغير مكتملة الانقسام لذا من الممكن ضمن ظروف مناسبة لها أن تنقسم وتولد الخلايا الأصلية لأي مكان توضع فيه، وهذا ما يعملون عليه الآن في العالم من خلال الاحتفاظ بدم الحبل السري في مصارف مخصصة لهذه الغاية مثل بنوك الدم يتم فيها جمع دم من الحبل السري والمشيمة أيضا، لتتم الاستفادة منه في علاج عديد من الأمراض التي قد تصيب الطفل في المستقبل، مثل مرض سرطان الدم "اللوكيميا" باختلاف أنواعه الحادة والمزمنة، وفقر الدم بأنواعه المختلفة وأمراض النخاع الشوكي وأنواع متعددة من السرطان "كسرطان الثدي، سرطان الدم، وسرطان الكلى، وأمراض جهاز المناعة خاصة نقص بعض أنواع خلايا المناعة المتخصصة".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي