ارقص .. الآن

في إحدى المناسبات الاجتماعية السعيدة التي تشعرك أن الفرح تحول لطيور بيضاء ترفرف بأجنحتها بين أرجاء المكان، لاحظت أن إحدى النساء تحاول إقناع الأخرى بمشاركتها الرقص وتحاول سحبها من يدها والأخرى ترفض بإصرار، حين استفسرت وجدت أن عذرها في الامتناع بأنها كبرت على مثل هذه الأمور وتخجل من فعلها أمام الأخريات رغم أنها كما علمت فيما بعد كانت "تشيل" الصالة برقصها كما يقولون!
السؤال الذي يطرح نفسه .. هل سنندم على الأشياء التي كنا نتمنى القيام بها وكان بإمكاننا ذلك ولكننا توقفنا عن القيام بها من أجل اعتبارات سنكتشف فيما بعد أنها لا قيمة لها؟!
لماذا يا صديقي القارئ تجعل العمر سدا أمام تلك اللحظات الممتعة التي كان بإمكانك فعلا أن تعيشها وكانت ستمنحك لحظات من "الفرفشة" والمتعة و"الوناسة"، حتى لو كنت تعتبر ذلك من الحماقات.. فصدقني حين تبلغ من العمر عتيا ستتمنى أنك قمت بفعلها ما دامت لا تتعارض مع الدين والقيم والأخلاق!
إشكالية البعض أنه يعطي أهمية قصوى لتقييم الآخرين لكل شاردة وواردة في حياته ما يجعله يشعر دوما أنه تحت مجهر الفحص والمراقبة والانتقاد، يرتجف من عبارة "وش يبي يقولون الناس عنا" ويعمل لها ألف حساب، رغم أن هؤلاء الناس الذين يخاف انتقاداتهم اللاذعة يقومون بكل ما يحلو لهم ولا يهمهم لا رأي زيد ولا عبيد!
لحظات السعادة والمرح والمتعة ليست علبة معدنية معروضة فوق رفوف المتاجر بل هي صناعة محلية تنتجها روحك وتغلفها قناعاتك وتستهلكها نفسك أثناء رحلة حياتك، لا أحد سيصنع لك سعادتك إن لم تصنعها لنفسك!
"خلاص تراك كبرت" عبارة أتمنى أن تمحى من بروتوكول المجتمع لأنها تجعلك تدفن نفسك حيا حين تتجاوز 60 عاما، وتجبرك أن تصنف نفسك ضمن قائمة الأحياء الموجودين على هامش الحياة، وتحرمك الاستمتاع بتلك اللحظات الجميلة التي تتمنى في داخلك أن تفعلها ولكن مثل هذه العبارة تجعلك تتوقف إجباريا!
استمتع بلحظات حياتك الجميلة أيا كان عمرك.. اشترك في ماراثون.. افتتح مشروعك.. ارقص مع أصحابك.. سافر حيث تريد.. ادخل ناديا رياضيا.. اشترك في فريق تطوعي.. مارس هواياتك!
حين ندرك أن الحياة لن تمد يديها لنا بهدية الفوز إلا حين نتقن فن الرقص معها بجدارة.. فسنرقص جميعا!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي