مراجعة كتاب «أهم شيء» للمستثمر «4»

في الأبواب الأربعة التالية نواصل تتبع بعض الخطوات العملية في صنع القرار والتحكم في منظومة التصرفات. لابد من التذكير أن الكتاب ينادي بالاستثمار المدروس والمنضبط وليس بالمضاربات.
الباب الـ 14: "لا أحد يرغب في الاستثمار معتمدا على استقراء المستقبل فقط لأن المستقبل في الغالب لا يمكن معرفته، ولكن الجميع يواجه ويواكب هذا التحدي من خلال تنبؤات". أهم شيء أن تعرف حدود معرفتك. يتعرض الاقتصاد والأسواق لتغيرات وموجات خطيرة، ولكن غالبا ليس لها قيمة في المدى البعيد. على المستثمر الاهتمام بالتقييم والمراكز المالية وقائمة الدخل على حساب الاهتمام بالتنبؤات وحراك الأسواق. لابد من فكرة عامة عن التقييم في ظل الدورات ومراحلها ولكن لا تحاول تخمين غير المعروف.
الباب الـ 15: "ممكن ألا تعرف أين أنت ذاهب ولكن لابد أن تعرف أين أنت، إذ لا يمكن توقيت السوق ولا حالة الدورات بالضبط، ولكن لابد من تصور حول الدورات والتصرف طبقا لها". أهم شيء الحس أين نحن في الدورة، إذ لابد أن نعي البيئة الحالية. هل الإجماع حول الاقتصاد إيجابي أو سلبي؟، هل أسواق رأس المال في سياسة توسعية أو انقباضية؟ هل هوامش التسعير قليلة أو كبيرة مقارنة بالماضي (عادة يقصد تسعير السندات)؟ هل أسعار الأصول عالية أم منخفضة؟. وظف هذه المعلومات لاتخاذ قرارات بناء على الاحتمالات وليس بناء على تنبؤات محددة. من المستحسن أن تكون حذرا حين يقدم الآخرون على رفع الأسعار، وأن تكون مقداما حين يحجم الآخرون وتنخفض الأسعار.
الباب الـ 16: "العشوائية تسهم في تدمير خطط الاستثمار ولكن القليل يعترف بمدى العشوائية في الخطط والاستراتيجيات. النتيجة أن هناك مخاطر لم تختبر في كثير من الخطط الاستراتيجية". أهم شيء قبول دور الحظ، إذ لا يمكن الجزم بمدى صحة القرار الاستثماري من النتيجة فقط. بعض القرارات الخاطئة تظهر نتائج جيدة، وبعض القرارات الجيدة تظهر بنتائج سيئة. بعض المستثمرين يصممون محافظهم لتعظيم الأرباح بناء على استقراءات محددة للمستقبل، إذا صدقت هذه الاستقراءات العشوائية يظهر وكأنه عبقري، ولكن لأننا نعرف أنه لا يمكن التنبؤ بالمستقبل، فإذا لابد أن المستثمر كان طيب الحظ.
الطريقة الأمثل أن تستثمر دفاعيا وأن تعتمد على مدى من عدة احتمالات. ينبغي أن يكون التركيز على المخاطر وعشوائية الأحداث المستقبلية بما في ذلك الأخطاء الشنيعة التي يمكن أن تدمر المحفظة.
الباب الـ 17: "الاستثمار الدفاعي يتطلب تنويعا مدروسا ومخاطر محسوبة وميلا نحو الأمان". أغلب مديري المحافظ يفشلون بسبب جراءة غير منظمة وليس بسبب حرص شديد. محاولة الحصول على عائد أعلى من المتوسط من خلال مخاطر أعلى ينتهي غالبا بأخطاء لأغلب المستثمرين. التجربة الواقعية تقول إن المحفظة شبه الدفاعية وتفادي المراهنة على مراكز استثمارية محددة وتفادي أسوأ السنوات أقرب إلى التصرف الحكيم.
أفضل تحكم في المخاطر هو ذلك الذي يترك هامشا للخطأ. المدير الجيد هو ذلك الذي يحترم المخاطر، يدفع أقل سعر ممكن، ويعترف بحدود معرفته.
في العمود الخامس والأخير سنكمل الأبواب ونعرض للخلاصة وبعض الملاحظات الشخصية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي