أفكار للادخار "3"

في المقالين السابقين حين كتبت عن طرق الادخار وثقافة الاستهلاك التي ينبغي علينا غرسها في عقول أطفالنا وشبابنا، وأهم الطرق والقوانين غير التقليدية التي طرحتها، صدقا لم أتوقع كل هذا التفاعل الجميل من القراء، وهذا ما أسعدني وسأستعرض معكم بعض هذه الرسائل التي وصلتني عبر بريدي الإلكتروني وليعذرني البقية لضيق مساحة المقال.
يقول راشد الشمري "نحتاج إلى مثل هذه المقالات التوعوية التي ترشدنا لأهم قوانين ثقافة الاستهلاك، وأجد أن الإعلام خاصة المرئي يقع عليه عبء كبير في ذلك خاصة في ظل هذا السعار الاستهلاكي الذي يمارسه مشاهير التواصل الاجتماعي من خلال دفعهم الأسرة، خاصة أولادنا وزوجاتنا إلى هوس الشراء المجنون دون تفكير بناء على دعايات مدفوعة الثمن لهؤلاء "وإحنا اللي نأكلها آخر الشهر"!
تقول أم عبد الهادي "أنا أرملة وموظفة وكنت أحيانا أجد صعوبة في التوفير نظرا لأني ما أحب أرفض طلبا لأيتامي الأربعة أخاف تكسر خواطرهم، لكن اكتشفت أن هوسهم بالكماليات والشراء صار يفوق طاقتي، فاتخذت قرارا صارما بالتوفير وتقنين المصروفات. تضايقوا في البداية لكنهم رضخوا للأمر، والله العظيم الذي وفرته خلال ستة أشهر تجاوز العشرة آلاف ريال وهذا مبلغ ما كنت أحلم بتوفيره أبدا.. الإشكالية في الكماليات"!
رسالة طريفة وصلتني من ماجد الحسن "سأطبق على عيالي قانون "اللمبة بريال والمكيف بريالين"، خاصة أن أبنائي شباب ربي يصلحهم وآخر اهتماماتهم التوفير ما عمري دخلت غرفهم والملحق الخارجي إلا وكل شيء "يدهر"، وأتوقع إن اللي راح أخصمه منهم راح يغطي نصف فاتورة الكهرباء!
أم راكان تقول "بمجرد إعلان تطبيق القيمة المضافة وارتفاع فواتير الكهرباء والوقود، بدأت مع زوجي بوضع القوانين والخطوط العريضة لثقافة الاستهلاك الجديدة للأسرة، تحاورنا مع عيالنا، واتفقنا على بدائل مناسبة للمطاعم والملاهي والتسوق الأسبوعي واللي كان يهد ميزانيتنا، صرنا نشتري الخضار والفواكه من سوق الخضار وذلك أرخص بكثير من المحلات، أغراض التموين صرنا نشتريها بالجملة أرخص وأوفر، وركزت على عروض التوفير والتخفيضات، واستبعدت جنون استهلاك الكماليات، والله العظيم الشهر الماضي أول مرة يتوافر معانا ألف ريال إلى آخر الشهر"!
رسائل أنعشت روحي حقا، لا شيء بالنسبة للكاتب يضاهي جمال ردود الأفعال التي تصل من القراء خاصة في مواضيع تلامس قلوبهم وتمس حياتهم اليومية فيتشاركون معه شيئا منها فيشعر أنه قريب منهم وهم قريبون منه!
شكرا لكم لاقتسامكم معنا تجاربكم الجميلة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي