سيمسح الله على قلبك

في تلك اللحظة التي تشعر فيها أن الجميع تخلوا عنك، وأنك وحيد تلعق جراحك بكثير من المرارة.. سيمسح الله على قلبك برفق، وسينير لك طريقا مظلما ما ظننت يوما أنه سينير،
- سارة زوجة إبراهيم -عليه السلام- صكت وجهها من هول مفاجأة الملائكة لها ببشرى الله بالولد وهي في سن الشيخوخة، وقالت (يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ) سورة هود72، في ميزان العرف البشري كانت كل الدلائل تشير إلى استحالة حمل سارة -عليها السلام- وقد تجاوزت الـ90 من عمرها؛ لذا مهما كانت أحكام البشر تقودك نحو اليأس والسوداوية واستحالة شفائك من مرض ألم بك، فلا تنصت إليها فرب دعاء خرج من القلب وامتزج بحسن الظن بالرب رد عنك قدرا وأسعدك بآخر، ورب صدقة مقبولة ساقت لك الشفاء. معظم الدراسات العلمية تؤكد أن الحالة النفسية والتفاؤل يسهمان بشكل كبير في شفاء الأمراض المستعصية. فقل: يارب.
- نوح -عليه السلام- ظل ألف سنة إلا خمسين عاما وهو يدعو إلى وحدانية الله وينذر قومه، وما تبعه إلا قليل منهم. في ميزان العرف البشري كانت كل الدلائل تشير إلى استحالة نجاح سفينة نوح الذي ظل يبنيها بجهد متواصل هو ومن معه من المؤمنين لأنهم ليسوا أصحاب بحر وهذه تجربتهم الأولى في صناعة سفينة ولعدم وجود بحر أصلا، فلما دعا ربه (رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا)، كانت إرادة الله وقدرته التي لا حدود لها، بدأت الأمطار في انهمار لم تشهد له الأرض مثيلا، وأمر الله البحار فاكتسحت اليابسة وغرقت الكرة الأرضية لأول مرة، وهلك كل من عليها إلا نوحا ومن آمن معه. فلا تستسلم ولا تنصت للمحبطين الذين يحكمون عليك بالفشل ولا تنصت لتقييمهم، فسفينة نوح رغم بساطتها نجحت في إنقاذ كل من عليها، وسفينة تايتانك التي سميت "السفينة التي لا تغرق" غرقت في رحلتها الأولى رغم احترافية صانعيها. كلما زادت سخريتهم منك اعلم أن نتائج نجاحك تخيفهم وتوجع قلوبهم فاستمر وثق بجوائز الله لك وقل: يا رب.
- في عصرنا الذي نعيشه نحتاج كثيرا إلى من يذكرنا بالأمل والتفاؤل. الإحباط الذي يتسلل إلى الأرواح سيغرقها إن لم نحاربه بالإيجابية وحسن الظن بالله. في عصرنا المادي الاستهلاكي أصبحنا لا ننصت إلى أحبتنا!
فلننصت إلى بعضنا بعضا ولنزرع الإيجابية في أرواحنا.

المزيد من مقالات الرأي