تطبيقات الحوسبة السحابية في الطاقة الكهربائية

أضحت تقنية الحوسبة السحابية من المفاهيم الرقمية التي لاقت رواجا واسعا في تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، وهي عبارة عن تقديم خدمات الحوسبة بما في ذلك الخوادم والتخزين وقواعد البيانات والشبكات والبرمجيات والتحليلات عبر الإنترنت السحابي لتقديم ابتكارات أكثر سرعة ومرونة في الموارد ووفورات الحجم.

ويتم استخدام عديد من تطبيقات الحوسبة السحابية من قبل الشركات والأفراد، مثل منصات البث للصوت أو الفيديو، حيث يتم تخزين ملفات الوسائط الفعلية عن بعد. وتتيح الحوسبة السحابية مزيدا من المرونة في العمل، حيث يمكن توسيع نطاق الموارد وسعة التخزين لتلبية متطلبات الأعمال دون الحاجة إلى الاستثمار في البنية التحتية المادية. 

 

كما تعمل الحوسبة السحابية من خلال استضافة الشركات أو الحفاظ على مراكز بيانات ضخمة لكي توفر الأمان وسعة التخزين وقوة الحوسبة لدعم البنية التحتية السحابية. ويدفع العملاء مقابل حقوق استخدام السحابة الخاصة للتواصل بين الأجهزة والبرامج، بالتالي يمكن للشركات الاستفادة من الحوسبة السحابية لتحقيق أكبر قدر من المرونة وفاعلية التكلفة والابتكار. 

 

وتقدر قيمة سوق الخدمات السحابية العالمية بـ543 مليار دولار في 2021، كما يتوقع الخبراء أنها ستصبح سوقا تصل قيمتها إلى نحو 864 مليار دولار بحلول 2025 وستواصل السوق نموها في 2024 لتصل إلى 20.4%، أي ما يعادل نحو 679 مليار دولار.

 

وبينما تسعى البلدان إلى تقليل بصمتها الكربونية والتحرك نحو خيارات الطاقة المتجددة فقد أصبحت الطاقة الكهربائية تمر في خضم تحوُّل هائل، وأصبحت الحاجة إلى تخزين البيانات وإدارتها وتحليلها ذات أهمية متزايدة. لقد لعبت الحوسبة السحابية دورا أساسيا في مساعدة شركات الطاقة على إدارة بياناتها واستخدامها بكفاءة وفاعلية.

 

ويعتمد اتجاه الرقمنة في الطاقة الكهربائية على عدد من العوامل، أولها الاعتماد المتزايد على تقنيات الشبكات الذكية وتجهيزها بأجهزة استشعار تسمح بالاتصال ثنائي الاتجاه بين المرافق والمستهلكين.

 

وهذا يسمح بإدارة أكثر كفاءة لموارد الطاقة يمكن أن يساعد في خفض التكاليف. ويتمثل العامل الثاني في ظهور مصادر للطاقات المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والرياح، التي أصبحت أكثر تنافسية من حيث التكلفة مع الوقود الأحفوري التقليدي، ما يجعلها خيارا أكثر جاذبية لكل من مصادر الإمداد والمستهلكين. ومع استمرار نمو اتجاهات الرقمنة في الطاقة الكهربائية، فستتزايد أيضا الحاجة إلى الحوسبة السحابية.

 

وتوفر الحوسبة السحابية عددا من المزايا مقارنة بالبنية التحتية التقليدية لتقنية المعلومات، ما يجعلها مناسبة للتعامل مع التعقيد المتزايد لبيانات الطاقة الكهربائية. وباستخدام الحوسبة السحابية، يمكن لشركات الطاقة الاستفادة من زيادة المرونة وقابلية التوسع والكفاءة.

 

وتتضمن الحوسبة السحابية تقديم خدمات متنوعة للطاقة الكهربائية، من ضمنها تحليلات البرامج إلى تخزين البيانات، وبالتالي يمكن تنفيذ العمليات، مثل حساب الفواتير، عبر الحوسبة السحابية.

 

ويمكن للحوسبة السحابية أيضا دمج وتحسين استخدام موارد الأجهزة والبرامج، لأنها تسمح لعدة مستخدمين بالمشاركة في نفس الخوادم والتطبيقات الفعلية، ما يؤدي إلى تقليل عدد الخوادم والأجهزة اللازمة لتشغيل نفس أحمال العمل، وبالتالي إلى تقليل متطلبات الطاقة والتبريد والبصمة الكربونية.

 

ويمكن تلخيص مميزات الحوسبة السحابية في الطاقة الكهربائية إلى إدارة البيانات وتحليلها وإدارة الشبكة الذكية والصيانة التنبؤية وتكامل الطاقة المتجددة وتجارة أسواق الكهرباء وإدارة كفاءة الطاقة وتجارة الكربون والأتمتة والمراقبة عن بعد.

 

أخيرا، تتعرض مرافق الطاقة الكهربائية لضغوط من أجل إزالة الكربون، وفي هذه الحالة يجب عليها إدارة أعداد متزايدة من موارد الطاقة الكهربائية والمستهلكين الذين أصبحوا مشاركين أكثر نشاطا وتفاعلا في منظومة الكهرباء. ويمكن للتطبيقات والخدمات المستندة إلى الحوسبة السحابية أن تساعد القطاع على مواجهة هذه التحديات من خلال تمكين نماذج أعمال جديدة وتحسين الكفاءة التشغيلية وتوفير وصول أفضل إلى البيانات والتحليلات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي