Author

انصح .. وامض

|
النصيحة من السلوكيات الجميلة التي دعا إليها ديننا الإسلامي الجميل، وهي تندرج تحت المسؤولية المجتمعية التي تهتم بالأفراد الذين يحيدون عن الطريق المستقيم، سواء عقَديا أو فكريا أو سلوكيا او أخلاقيا..! يقول الحبيب - عليه الصلاة والسلام - "الدِّينُ النَّصِيحَةُ، قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: لِلَّهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ". إن رأيت شخصا ابتعد عن الطريق المستقيم، أو اعتاد على سلوكيات تضر بالآخرين، أو قام بأمور فيها غش للمجتمع، فلك الحق في تقديم النصيحة له بأسلوب يتسم بالرفق والإقناع والحوار... ولكن! ـ ليس من حقك أن تتبع أثره، وتتلصص على خصوصياته، وتراقبه عن كثب، لترى هل قام بتطبيق نصيحتك أم لا، فأنت لست مخولا بذلك تحت أي مبرر! ـ لم يخلقك الله لتصلح الكون وتشغل نفسك بالآخرين، وتهمل مسؤولياتك الأسرية والعملية، لتتحول إلى شخص يراقب على مدار اليوم فلانا من الناس، حتى تقوم بإصلاحه رغما عنه، لست وكيلا على أحد، ولا هو مطلوب منك ذلك، وتركك العنان لهوى نفسك يقودك في مثل هذه الأمور سيوقعك في التجسس المنهي عنه شرعا..! ـ النصيحة يكمن صدقها في أنها تخرج من قلب محب خائف على الآخر، وكلما اتسمت بالأريحية والهدوء والإقناع والمشاعر الراقية والابتسامة الجميلة والثناء والاحترام كانت أكثر قبولا وتأثيرا في الآخر. النفس البشرية تنفر من القسوة وإلقاء التهم والدخول في النوايا، وفرض الرأي، وعدم الاحترام، يقول - تعالى - "وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ". ـ حين تجاهر بنصيحتك لأحدهم أمام أصدقائه أو جمع من الناس، فكأنك تسكب دلوا من البنزين فوق نار موقدة، لا تدري أي ردة فعل عنيفة قد تتلقاها! لا أحد يقبل أن تجرح مشاعره، وتنكشف عيوبه ونقائصه أمام الآخرين، ولا أنت - شخصيا ستقبل حين ينصحك أحدهم أمام الناس مهما كان ما يقوله صحيحا، قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ "الْمُؤْمِنُ يَسْتُرُ وَيَنْصَحُ، وَالْفَاجِرُ يَهْتِكُ وَيُعَيِّرُ"! ـ نصيحتك مهما كانت نابعة من قلبك فهي تحتمل الصواب والخطأ، فليس بالضرورة أن تكون على حق، فربما كانت تخفى عنك أمور لو علمتها لعذرت من تلومه، لذلك اسمع منه وحاوره.. وكن به رفيقا! ـ بعض الأشخاص الذين يجاهرون بنصحهم للآخرين ويرفعون أصواتهم على طريقة "شوفوني تراني أحسن منهم"، لو انكشفت سريرتهم أمام الناس لما وجدوا من يرد عليهم السلام في الطرقات.. فلنرفق بالناس!

اخر مقالات الكاتب

إنشرها