الانسحاب الخلاب

نشأ حاتم الكاملي (مواليد 1985) وسط مكتبة جده العالِم علي الكاملي، المزدهرة بالفقه والأدب الرفيع. وترعرع وهو يستنشق اهتمام أبيه البالغ بالتاريخ والقصص والشعر من المتنبي إلى السياب. فنبت محبا للحرف، فصار مراسلا صحافيا مشرقا تهطل من أصابعه الكلمات ممزوجة بالحس الصحافي واللغة الأدبية في تجانس بديع.
بدأ اهتمامه بالصحافة والأدب يزداد ويشتعل في صدره. تحولت أعماقه إلى غابة من نور تدفعه إلى التحليق في فضاء الكتابة. منحته عديد من الصحف مساحات واسعة ينثر في أحشائها عبيره وتعبيره.
انطفأ بعد فترة شعوره بالبهجة في ممارسة الكتابة، فقرر أن يسدل الستار على هذه المرحلة بديوان شعر يرثي تلك المرحلة، بعنوان: "سأولد كالنجم.. عما قليل" عام 2009. كانت مقدمة الديوان قصة عن المحاولات الأخيرة للأديب الكبير باسترناك. آثر الانسحاب بنصوص شعرية تشبه أغاني الغجر.
قبل انسحابه من الكتابة انسحب من دراسة الطب بعد مرور فصلين دراسيين، أحس أنه منحاز إلى التقنية، فالتحق بتخصص هندسة البرمجيات الذي أبلى فيه بلاء حسنا.
بعد تخرجه عمل في وظيفة بسيطة في إدارة المواقع الإلكترونية وتطويرها في 2007 مدة شهرين بلا راتب. انتقل بعدها للعمل في إدارة التقنية والمشاريع الرقمية لأحد المصارف تسعة أشهر. ثم عمل في قطاع الطيران في إدارة المشاريع الرقمية والاستراتيجية الرقمية.
والتحق لاحقا ببرنامج في معهد تشارترد الخاص بالتسويق في بريطانيا، فكبر اهتمامه بالتسويق والأعمال الرقمية أكثر.
أسس منصة للتخطيط للمناسبات الخاصة كالزواج عام 2010 / 2011، واستمر فيها حتى وصل مستخدموها إلى أكثر من 20 ألف مستخدم. ثم درس الماجستير في جامعة الفيصل، وتخرج فيها بمرتبة الشرف عام 2012.
انتقل بعدها للعمل في البحرين في تحد جديد لبناء أول بنك رقمي في المنطقة في تجربة ملهمة وشيقة ثم غادرها. وأسس 2013 / 2014 شركة iclick للخدمات الاستشارية في التسويق الرقمي والتحليل والإعلام الرقمي، وأطلق مع شريكه مشروع رسال المختص في الإهداء والورود نهاية 2016.
ويعيش حاليا نشوة تأسيس مشروع جديد مميز مع شركائه باسم "لوسيديا"، وهي منصة لتحليل الآراء والمحتوى والمستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية الأخرى عبر استخدام تقنيات متقدمة في الذكاء الاصطناعي وتقنيات البيانات الضخمة. ما زال لنجاح الشاب حاتم بقية، فهو متعطش لمزيد من النجاحات، ولا يركن للسكون والاستقرار. يمارس الانسحاب الخلاب كلما شعر بفتور أو رتابة، ما يجعله يرتفع عاليا فوق السحاب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي