الابتكارات المدمرة في الصناعات التقليدية "2 من 2"

تجلى الابتكار في الشركة من خلال بحثها في عمق الأدغال في إندونيسيا والبرازيل وإفريقيا، وتشجيع الموردين على تغيير عملية التخمير لضمان عدم فقدان العناصر الطبية والصحية الطبيعية من حبوب الكاكاو خلال هذه العملية.
فالتغيير الجوهري يتطلب الوقوف على ما وصلنا إليه، وهو يتعلق بقدرتنا على تمكين الأشخاص العاملين في الشركة وضمن سلسلة التوريد. فنحن نتطلع لأن نكون من الشركات الرائدة بمجال الأعمال، لذلك نحن نحاول إيجاد نظام متكامل يحفز على الابتكار ويوجد شعورا بالانتماء والريادة على جميع المستويات".

تبني الممارسات الابتكارية
اتبعت شركة الأدوية الأردنية حكمة مسار أكثر تعقيدا للابتكار، ووفقا لرئيسها التنفيذي سعيد دروزة: "شركتنا بطبيعتها ليست شركة ابتكارية على اعتبار أنها تأسست في بلد صغير، لذا علينا أن نتعلم ونحاول إيجاد الطريق الصحيح للبقاء في صدارة المنافسة".
استطاعت الشركة القيام بذلك من خلال القيام بمشاريع مشتركة، والاستحواذ وإنشاء صندوق رأس المال الاستثماري الذي يركز على التكنولوجيا الحيوية. ويقول سعيد إنه كان من المهم تحفيز الموظفين على الابتكار. "عليك أن توجد بيئة تقدر رواد الأعمال، وتسمح وتشجع الأشخاص على التفكير بشكل مختلف. فليس من الصائب أن تقوم بتوظيف عقول لامعة وتحملها على اتباع قواعد صارمة".
من المهم للشركة أن تتفادى حصر نفسها بشعار ما، يقول سعيد: "لا تخشى من اختبار منتجات في الوقت الذي تمضي فيه قدما".

مجاراة السوق
لم تكن "فيليبس" التي تعد واحدة من أشهر 40 علامة تجارية معروفة حول عالم اليوم، قادرة على الحفاظ على وجودها من دون مرونتها في مواجهة التغيير وقدرتها على الابتكار في منتجاتها. فالشركة التي باعت القسم المختص بإنتاج التلفاز للانتقال من السلع الكهربائية إلى أخرى مختصة بالإضاءة وترشيد الطاقة، تركز اليوم على الاستفادة المثلى من الفرص التي أتاحها التشويش الرقمي على قسم الرعاية الصحية والمستهلك.
صرح ارين رايدر الرئيس التنفيذي لشركة فيليبس الشرق الأوسط وتركيا خلال المؤتمر: "الأمر يتعلق بنهاية المطاف بالقدرة على مجاراة السوق واتخاذ قرارات مصيرية. اتخذنا قرارنا بصرف نسبة 8 في المائة من عائدات مبيعات الشركة على الابتكار، هذه المبالغ غير مخصصة للإنفاق على التسويق، وكان قرارنا هذا عن دراية وعلى كل شركة أن تفعل المثل".
"كما اتخذنا قرارا واعيا آخر من خلال وضع إجراءات تهدف إلى تسهيل الابتكار، فالإبداع لا يحدث عن طريق المصادفة، بل يحتاج إلى هيكلية تسمح لك بتقديم مزيد مع مرور الوقت".

الاستعداد للقيام بالتغيير
التشويش لا يعني عادة التغيير المفاجئ ولكنه مجموعة من الأمور والتغيرات الصغيرة. فمن دون البيروقراطية التي تعقد من سير العمل، تصبح الشركات الناشئة جاهزة للمجازفة وتحدي التقاليد والاستجابة بسرعة للتغير. في الوقت الذي تحتاج فيه الشركات الكبيرة إلى فهم العوامل المحفزة من وراء هذا التغيير وأن تكون جاهزة للاستثمار والتكيف مع السوق المتغيرة. وستكون الشركات التي تقود هذا التغيير سباقة دائما بخطوة إلى الأمام. على حد تعبير لي كون هي رئيس شركة سامسونج "كن على استعداد لتغيير كل شيء ما عدا زوجتك وأولادك".

المزيد من الرأي