دور الابتكارات التطبيقية في أسواق البورصة

تعد أسواق البورصة من أهم المؤشرات الاقتصادية التي تعكس صحة الاقتصاد ونشاط الأعمال التجارية في كثير من الدول، وكون عصرنا الحالي يتسم بتسارع التطور التكنولوجي والتقني الهائل وتبني عديد من الابتكارات التطبيقية، نتج عن ذلك علاقة وثيقة باتت بين هذه الابتكارات وأداء أسواق البورصة، وفي هذا المقال سأتطرق إلى ملخص لهذه العلاقة مع ذكر لبعض الأمثلة عن الكيفية التي تمت للاستفادة منها لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة.

أصبحت الابتكارات التطبيقية من العناصر الأساسية في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بل وتعد من العناصر الأساسية في تقدم أي مجتمع وتطوره، وهي تعكس القدرة الحقيقية على استخدام المعرفة والتكنولوجيا لحل المشكلات والتحديات والصعوبات وتحسين جودة الحياة، ويمكن تصنيف هذه الابتكارات التطبيقية إلى عدة أنواع بناء على مجالاتها وتأثيراتها سواء (الصحية، التعليمية، البنية التحتية، الصناعية، والاقتصادية...)، ومن ذلك على سبيل المثال، الابتكارات التكنولوجية، التي تشمل التطبيقات والأجهزة التقنية التي تسهم في تحسين العمليات وتسهيل الحياة اليومية، مثل التطبيقات الذكية، والروبوتات، والأتمتة في الصناعة والخدمات بشكل عام، والابتكارات الاجتماعية التي تهدف إلى تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للأفراد والمجتمعات، مثل التقنيات المالية المتقدمة الجديدة، وغيرها.

ولعل تأثير الابتكارات التطبيقية في أسواق البورصة، يتمثل في زيادة الكفاءة والشفافية، حيث يسهم التبني الواسع للابتكارات التطبيقية في زيادة كفاءة وشفافية هذه الأسواق، حيث يمكن تحسين عمليات التداول والتسوية وإدارة المخاطر من خلال استخدام التكنولوجيا مثل الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، أضف إلى ذلك إتاحتها للتنوع في الوصول إليها بسهولة، من خلال تنوع التطبيقات المالية سواء عبر الهواتف الذكية أو منصات التداول عبر الإنترنت، كما مكنت لكثير من المستثمرين سرعة التفاعل مع هذه الأسواق واتخاذ القرارات المناسبة للتعامل معها.

وإذا أبحرنا بعمق في الأسواق العالمية نجد أن كثيرا من الشركات المالية الكبرى استخدمت الابتكارات التطبيقية بشكل أسهم في تطورها واستدامتها، ومن ذلك مجموعة جولدمان ساكس العالمية التي تأسست في 1869، التي تعد من أشهر الشركات الأمريكية الرائدة في مجال الخدمات المالية والاستثمارية، وهي تعمل في أكثر من 30 دولة ولديها ستة فروع إقليمية وأكثر من 100 مكتب، ولديها أكثر من 850 مليار دولار أمريكي من إجمالي الأصول، لديها عديد من المنصات الرقمية الإلكترونية، وهي تعمل على تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي كأحد أهم المشاريع في مجال الابتكارات التطبيقية وتعمل على دمج ذلك في أعمالها التجارية وفي تحليل البيانات المالية والقرارات الاستثمارية والتداول ولتحسين الخدمات بشكل عام، كما لديهاETF Accelerator وهي عبارة عن منصة رقمية تمكن عملاءها من إطلاق صناديقهم الاستثمارية المتداولة وإدراجها في البورصة وإدارتها بسرعة وكفاءة عالية، كما يتم التعامل مع الابتكارات التطبيقية لتعزيز الإجراءات الأمنية لحماية المعلومات والمعاملات المالية لتقليل المخاطر المرتبطة بالهجمات الإلكترونية السيبرانية، وغيرها من المشاريع والمبادرات، التي جعلتها رائدة في هذا المجال، وغيرها كثير.

ولا شك أن الابتكارات التطبيقية تلعب دورا حاسما في تطوير المجتمعات وتحسين جودة الحياة، ويمكن أن تحقق أهدافها عندما تتماشى مع احتياجات وظروف الناس وتكون متاحة وميسرة للأفراد والمجتمعات المستهدفة، وعندما تكون تكلفتها أي هذه الابتكارات معقولة ومتاحة للجميع، وقابلة للتكيف مع الظروف الثقافية والاجتماعية للمجتمعات التي تستخدمها، ولذا أرى أن دمج الابتكارات التطبيقية في أي سوق مالية سيوفر حلولا تقنية رقمية تزيد من كفاءة التداول وتنوع طرق التفاعل بشكل كبير وشفاف، ما يسهم في زيادة ثقة المستثمرين وتكيفهم معه، وبالتالي يزيد من قوته الاقتصادية واستدامته.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي