عصابة الضفدع

قرأت خبر تطبيق حكم السجن والجلد على من سموا أنفسهم "عصابة الضفدع"، حيث اعتدوا على ممتلكات عدد من الأجانب وقيدوهم وهربوا بمبلغ ليس بالكبير، لكنه يدل على الاستهانة بالقوانين. هذه العصابة قد تكون واحدة من عصابات كثيرة تجوب البلاد وتمارس الجريمة وهو أمر متوقع في المجتمع، فليس هناك "يوتيوبيا"، وإنما بشر يصيبون ويخطئون.
ما لفت انتباهي لهذا الموضوع هو تسمية هذه العصابة نفسها، وهذا أمر يدل على أن هناك واقعا مختلفا تماما، فالتسمية تأتي نتيجة اتفاق جماعي على الجريمة واستئناس بها، وقد تكون نتيجة القناعة بصحة ما يفعله أفراد العصابة، حال شاهدتها في مدن أمريكية كبرى، حيث يفقد القانون سيطرته في بعض المواقف بسبب هذه العصابات ذات المسميات المختلفة والتنظيمات الملزمة لكل الأفراد.
الواقع أن كل اجتماع بين أكثر من شخص على تنفيذ جريمة، وتخطيط لعمل مخالف هو بحد ذاته جريمة. لكن أن يكون هناك فخر بالانتماء لهذه العصابات، ورسوم وعلاقات قيادية، فهذا يستدعي إعادة النظر في تعاملنا مع هذه القضية. وصلت الحال في دول معينة أن أصبحت أجهزة الدولة غير قادرة على اقتحام مواقع وأحياء وشوارع معينة بسبب ترسخ مفهوم هذه العصابات وتكوينها وخوف الناس منها الذي يشبه الهلع غير المبرر، وإن استمر التكوين والالتزام بمثل هذه العصابة ومفهومها دون قرار شجاع، وله من الضحايا ما له لتنظيف أرض الدار من الجريمة، فسيصبح الوضع مأساويا.
لن أشبه الوضع في عالمنا العربي بحال العصابات، ولو أن هناك عصابات تخاف منها دول مثل عصابة حزب الشيطان التي تعيث في الأرض فسادا ولا يستطيع كائن من كان في لبنان أن يقول كلمة حق ضدها، لأنه سيكون الضحية المقبلة. لكنني أعتقد أن ترك العصابات تكون هذه الثقافة وتنشرها بين الصغار أمر جلل، ولا يمكن القبول به.
يأتي في الإطار نفسه منع وسائل الإعلام من استخدام المسميات التي يختارها هؤلاء لأنفسهم، وإنما عزلهم عنها واعتبارهم مجرد مجرمين تجاوزوا الخطوط الحمراء في التعامل مع القانون وتم تطبيق العقاب المستحق عليهم. هل نراقبهم بعد الخروج ونتأكد من عدم تعاظم أثرهم الاجتماعي؟ أمر رسمه خبراء علم الجريمة والاجتماع والنفس.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي