العناية المركزة

تحدث وكيل وزارة الصحة أيام إدارة الدكتور غازي القصيبي ـــ رحمه الله ـــ الوزارة أوائل القرن الهجري الحالي عن ألم الوزير عندما شاهد حال أحد مستشفيات الولادة، حيث خرج الوزير والدموع تمنعه من الكلام، وقال ما معناه إن هؤلاء كلهم في ذمتي فكيف أنام الليل.
ألم الوزير أدى لقرارات كبرى أسهمت في تلك الفترة في تغيير حال الوزارة، كان أهمها السيطرة على عمليات توظيف الكوادر الطبية، والحصول على مبالغ إضافية كبيرة للصرف على عمليات التشغيل والصيانة في المستشفيات، وإخراج الوزارة من مهمة التدريب إلى التركيز على الخدمة الصحية كأساس.
تركيز الإسناد هو العنصر الأهم في قواعد ضمان تفوق الخدمة. كلما كانت الجهة متخصصة أكثر، تحققت لها عناصر التفوق المهمة التي نحتاج إلى مثلها في أغلب القطاعات الخدمية. القطاع الصحي هو أهم هذه القطاعات، وقس عليه بالنسبة للقطاعات الأخرى.
إن تحقيق عنصر التخصص واحد من أهم عناصر الرؤية العامة للمملكة، وهو أمر جعلنا نشاهد عددا كبيرا من أجهزة الحوكمة والرقابة والتنفيذ للخدمة لكل سكان المملكة. هذا السبب المباشر لما نراه من تفكيك لعناصر التأثير في سرعة وصول الخدمة وسهولة الاستفادة منها، وبالتالي تحقيق رقابة قوية تضمن تحسين الخدمة في كل مكوناتها.
نلاحظ اليوم حالات من الخطر المباشر التي تعانيها فئات من المواطنين في مجال الصحة، وهذا يستدعي التدخل السريع من أجهزة الوزارة لمعرفة مكامن الخطأ، والنتائج المباشرة على صحة المواطن والمجتمع. هذه الحالة تستدعي التركيز على وسائل التواصل مع المواطن وجعلها سهلة ومتوافرة لتحصل على ثقة المواطن.
أهم هذه الوسائل هو الرقم 937 الذي يعتبر الوسيلة الأسرع والأهم في التعامل مع الحالات التي تتعلق بكل ما يخص الوزارة. وهو الوحيد الذي يمكن أن يعطي الوزارة دفعة ثقة جديدة، تتماشى مع إنجازاتها المتعلقة بالتخصيص. يبقى أن تكون الرقابة على المستشفيات الخاصة أكثر دقة وتغلغلا داخل المنشأة الطبية بما يضمن أن نتخلص من مسببات المصاعب التي يمكن أن تواجه المستخدم والزائر لهذه المنشآت.
عندما توفي مريض بسبب انتشار البكتيريا في جناح العناية المركزة في المستشفى الخاص الذي يعالج فيه، وتعهدت الوزارة بالتصرف حيال الأمر، أصبح وضع الوزارة مرشحاً لزيادة الثقة أو نقصها ونحن بانتظار النتيجة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي