القيادي الشاب

لا أنسى أول لقاء جمعني بالأمير محمد بن سلمان عندما كان ولي ولي العهد، في قصر عرقة. استهل الأمير اللقاء الذي جمعني به بحضور مجموعة من الأكاديميين والكتاب بقوله: "أنا أخوكم الصغير، أرجو عدم التردد في طرح ومناقشة أي موضوع يشغل بالكم. يهمني الاستماع إليكم والحوار معكم".
لقد أثمرت هذه المقدمة نقاشا وحوارا شفيفا وصريحا للغاية. وفضل الأمير محمد قبل أن يتحدث أن نبدأ بطرح أسئلتنا واستفساراتنا. وكان يصغي إلى كل سؤال يطرح عليه، ويدونه في ورقة بعناية ثم يجيب عن أسئلتنا بتفصيل شديد. وعندما شرع في حواره بعد أن فرغ من الإجابة عن الأسئلة التي ألقيناها على مسامعه استعرض عدة مشاريع يقودها بإسهاب وتركيز كبيرين. قدمها على شكل محاور كأنه يقدم عرضا. وقد لفت نظري وجميع الحضور خلال حديثه قدرته على الاستشهاد بالأرقام والإحصائيات بدقة عالية في كل محور كأنه يقرأ من ورقة. وقد سلط الضوء خلال عرضه على مراحل التقييم والمقارنات المعيارية ومراحل تنفيذ المشاريع ومؤشرات أدائها.
أثار اللقاء تفاؤلا عارما لدى جميع الحضور الذين وجدوا في شخصه، القيادي الشاب الذي سيقود الوطن إلى المستقبل. يعرف مفاتيح النجاح ويتحدث بلغة هذا الجيل بثقة وطموح.
ولم يثر اللقاء إعجابنا به كقيادي فذ وكفؤ فحسب، بل كشخصية إنسانية تصغي إلى كل أبناء الوطن بحب وتواضع.
ولقد تلت هذا اللقاء عدة لقاءات واجتماعات ترأسها وتشرفت بحضورها، أكدت لي بما لا يدع مجالا للشك مدى تفرده وتميزه. فلطالما أسرني بتحضيره واستعداده لأي اجتماع وقراءته المسبقة للمحاضر والتقارير التي ترفع مبكرا إليه، ما يجسد أننا أمام مشاريع ومبادرات كبرى سننعم بها أجمعين.
هذا الاهتمام بالتفاصيل يعكس سماته القيادية. تقول الكاتبة إيميلي ديكينسون: "من يعتني بالتفاصيل الصغيرة، التفاصيل الكبيرة ستعتني ببعضها. من يريد أن يظفر بالانتصارات عليه أن يهتم بأصغر التفاصيل".
وسيذكر التاريخ أن الأمير محمد هو من صاغ "الرؤية" الحديثة للمملكة.
يقول جورج واشنطون: "متى ما كانت هناك رؤية، كان هناك أمل".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي