شوارع خالية

أخرج كل يوم في هذا الصيف شديد الحرارة من منزلي فيهيأ لي أن كل من في الرياض قد سافروا، إنها حالة مثالية لو كانت الأجواء أقل حرارة. لكن الحر هو الذي دفع الجميع للهروب إلى حيث يجدون الملجأ. لا ألوم من يتجهون للاستمتاع بإجازاتهم خلال الصيف، ولن أكون ممن يرون أن العمل "سينبعج " لهذا السبب. إنما أدعو للجميع بإجازة سعيدة.
واحد ممن بحثت عنهم بالأمس خرج منتصف النهار، ولم يعد يجيب على الهاتف أو الإيميل، وإنما استخدم حيلة الرد الآلي الذي يعتذر للمرسل، ويذكره بأن صاحب الإيميل في إجازة ولا يستطيع الرد. كذلك لن أكون ممن يتضايقون من هذا التصرف، فالإجازة حق وبعض الدول ترغم موظفيها على الاستمتاع بها.
البعض الآخر يبقى أمامك طوال السنة، ولا تدري لم يفعل ذلك على الرغم من أن المزايا التي كانت تدفعه لذلك اختفت، مثل التعويض المادي عن الإجازات. لكن الأسوأ منه ذاك الذي يطلب الإجازة ثم يبقى وسط أبنائه يأمر وينهى ويطالبهم، دون أن يقدم لهم أي شيء في الإجازة.
أفضل من أعرف هو شخص لا يحصل على أي إجازات اعتيادية ولا اضطرارية، وإنما يستأذن كلما حصل على الفرصة لفعل ذلك، لديه ثقافة أمريكية تدفعه لتعظيم قيمة الإجازة الأسبوعية التي يتبعها أو يسبقها يوم أو يومان.
عموماً هذه أطول إجازة مدرسية تمر بنا منذ سنوات وقد لا تتكرر في المستقبل المنظور، وأظن أن من يستمتعون بها في بداية الصيف سيتمنون لو لم يفعلوا، خصوصاً أولئك الذين توجهوا إلى أوروبا وأمريكا وسيعودون ليواجهوا حرارة أغسطس عندنا، وهو فرق يتجاوز 30 درجة في مقياس "سيلسيوس".
يبقى أن أذكر الأحباب ممن سافروا خارج البلاد أن يعلمونا بمواقعهم حتى لا نتورط في فواتير الجوال الخيالية لبعض الدول التي تقص أسعارها المسمار، فأحدهم تواصلت معه لأمر مهم، وما إن أغلقت السماعة حتى جاءتني تلك الرسالة المخيفة "لقد تم استهلاك نصف الحد الائتماني لهذا الهاتف"، هذا ونحن ما زلنا في بداية الشهر.
هذه تباريح كاتب يقبع في منزله ودرجة الحرارة في الخارج تجاوزت 48، فلا تؤاخذوني، مع تمنياتي للجميع بإجازة سعيدة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي